http://www.kitabat.com/i8854.htm

 8   تشرين الأول  5200

قطّاع افلاطون *

كتابات - شلش العراقي

 

في قطّاعنا فلاسفة اكثر مماكان في اثينا على مر تاريخها،وفي قطّاعنا سياسيّون اكثر مما لدى دول الاتحاد الاوربي مجتمعة،وفي قطّاعنا مسلحون اكثر من عناصر الجيش الايرلندي السري ،وفي قطّاعنا رجال دين اكثر من الفاتيكان، وفي قطّاعنا عصابات ونكرية وسلابة اكثر من مافيات ايطاليا مجتمعة،وفي قطّاعنا مؤسسات مجتمع مدني  اكثر من تلك التي ظهرت في العراق بعد السقوط،وفي قطّاعنا احزاب اكثر من امريكا اللاتينية،وفي قطّاعنا سادة وعلويات احفاد رسول الله اكثر من سكان قطّاعنا نفسه,عدد شيوخ العشائر في قطّاعنا اكثر من شيوخ العرب قبل الاسلام وبعده.وعندنا في القطّاع صحفيون اكثر مما لدى وكالة رويترز وفيه شعراء اكثر من موريتانيا،ولدينا موسيقيون (طبّالة) اكثر من جمهورية الكمالية الملغاة كما لدينا مطربون اكثر من مصر الشقيقة ويوجد في بلوك واحد من قطّاعنا اطفال اكثر مما في ولاية صينية ،وفي قطّاعنا شيوعيون اكثر من بولندا قبل البيرسترويكا،ولدى قطّاعنا ترسانة اسلحة خفيفة يعادل تأثيرها" كقوة نارية" قنبلتي هيروشيما وناغازاكي ،ويفتحر قطّاعنا في عدد الشهداء الذي يفوق عدد شهداء الجزائر,وفي قطّاعنا سجناء سياسيون اكثر مما كان في سجون ستالين،

في قطّاعنا مدرسة ابتدائية متهالكة شيّدت في مطلع الستينيات ،وفيه عيادة شعبية  تقدم الامراض اكثر مما تقدم العلاجات,ليس فيها طبيب واحد، فقط ممرض متمرس وصيدلاني بالفطرة وممرضة كانت امها قابلة ماذونة وأورثتها  المرحومة مهنتها وفراشة تقدم الوصفات احيانا كما تقوم بمعاجة الجروح الخيفية،

،في قطّاعنا حلاق( ابو التفلة )خاصة مع انعدام انقطّاع الكهرباء وشحة المياه فشعر الداخل اليه مفقود لامحالة،وفي قطّاعنا مصلح تلفزيونات يحسدنا عليه ابناء القطّاعات المجاورة وتنحسر خبرته باعادة التلفزيونات الى خمسين عام الى الوراء فهو يحبها بالاسود والابيض, حتى الملونة اعادها بعبقريته اسود وابيض واحيانا اسود فقط، وفي قطّاعنا قصاب يذبح فوق السطح ويبيع في الشارع،وفي قطّاعنا( رازونة سوبر ماركت) تبيع البيبسي المعبا في قطّاعنا حصرا,

في قطّاعنا جامع صمتَ اربعين عاما لينهد علينا فد هدّه، فعدا الاّذانات تُسمع منه اللطميات والصلاة التعجيلية (هاي جديدة) والاشعار والردات الحسينية وتعليمات مكتب السيّد، سماعاته البوقيّة العتيقة توزع البكاء حتى ايام العيد السعيد،

في قطّاعنا محل بيع دشات (المهدي للصحون اللاقطة) باع بضاعته في الاسبوع الاول واغلق لعدم التفرغ،وفي قطّاعنا فوّالة تقرا طالعنا بالمجان وتتوسل الينا كي نجلس في بابها دقائق.في قطّاعنا خيول تضم عددا ليس لدى اسطبلات ملكة بريطانيا نصفه،ولدى ابناء قطّاعنا الكرام مطايا حساوية المنشأ اكثر مما لدى مزارعي افغانستان،وتخترق قطّاعنا سواقي( اسنة) اكثر مما في مديتة البندقية من انهر وممرات مائية،وترفع بيوت قطّاعنا في شهر عاشور خاصة اعلاما اكثر مما في الامم المتحدة من أعلام خفاقة,اعلاما من مختلف الالوان والاشكال وليس من بينها علم العراق،في قطّاعنا صور لمعميين بشعين اكثر من صور صدام.

لايوجد في قطّاعنا ولانص بعثي، على الاطلاق لايعرف ابناء القطّاع معنى كلمة بعثي ،لم يسجل ابناء قطّاعنا في جيش القدس و بفدائي صدام ولم يلبس ابناء القطّاع ملابس الجيش الشعبي ولم نشاهد في حياتنا الزيتوني الذي يتبختر به الرفاق ايام زمان،ليس في قطّاعنا مهوسجّية يرفعون البيارغ الخفاقة( وها اسمع يالريس) ابدا قطّاعنا نظيف تماما من البعثيين بشهادة كوفي عنان ،فاولئك الذين كنا نسميهم بالرفاق ظلما تبين انهم من انصار الجلبي وعلاوي وابناء التيار الصدري واتباع المرجعية الشريفة وغيرالشريفة بل اكثر من ذلك كانوا كائنات وهمية تخيلناها طويلا لنصحو بعد السقوط ولم نجد لها اثرا..

في قطّاعنا اشياء اخرى لو تطرقت اليها لوصلت فضائحها سكان الاسكيمو واصابتهم بالزكام.

خوها سكتة!!!!

 

Shalash70@hotmail.com

 

 

* القطّاع وحدة سكنية من الف دار وفي مدينة الثورة اكثر من ثمانين قطّاع تتشابه حد الاستنساخ