خلال اليومين السابقين، كتبت ضد صولة وزارة الداخلية على وزارة المالية، وكتبت ضد الشعارات الطائفية في مظاهرات الانبار، طبعا وجهت غضبي للمالكي ومن يهتف له في الاولى، ووجهت هذا الغضب للعيساوي ومن يتظاهر لاجله في الثانية، اليوم اريد اصير عاقل واتحدث بهدوء، بهدوء في بلد غاب فيه الهدوء وغابت لدى نخبه السياسية ثلاثة اشياء، الوطنية، والاخلاق، والنزاهة ،، والذي تغيب عنده هذه الاعمدة الثلاثة لا يستحق بعدها اي شتيمة اخرى ،،

لنكن صريحين، فاز المالكي بالانتخابات السابقة، لانه (شيعي) وطرح برنامجا انتخابيا سماه دولة القانون، والناس انحازوا عاطفيا للمذهب وعقليا للقانون، وحصل على 89 مقعد برلماني وتفسير جيد لمصلحته من مدحت المحمود، دخلت ايران على الخط وضغطت على القوى الشيعية الفائزة ونصبته لولاية ثانية، وهذه ليست اسرارا،

من جانب اخر حصلت القائمة العراقية على 91 وتفسير ليس في صالحها من مدحت المحمود، ووقعت الاطراف الفائزة بمصيرنا اتفاقية اربيل لتقاسم او تحاصص بلدنا،

استولى المالكي وحزبه على اجهزة القوة ووضع القضاء في جيبه، حجّم دور الهيئات المستقلة وباشر تاسيس دولة حزب الدعوة، دولة بوليسية و فساد وطائفية ولا قانون، دولة تقوم على سحق اي نفس وطني ، وخنق الحريات وحماية اللصوص، واشترك معه في ديكور هذه الدولة شخوص طرحوا انفسهم ممثلين للسنة،

لكن قادة القائمة العراقية السنة قدموا رخاوة وانتهازية سياسية وتركوا شارعهم (السني) يئن تحت مطرقة التهميش والاقصاء والشبهات وسلاح الاربعة ارهاب وتهمة الارتباط بالنظام السابق، مع ان اهل الانبار تحديدا، هم اول من عارض بشراسة نظام صدام، معارضة علنية جريئة في مراسم تشييعهم لجثمان محمد مظلوم الذي كان يدبر خطة لاغتيال صدام واركان حكمه،

نعم عاش السنة تحت حكم المالكي وحزب الدعوة اضطهادا مذهبيا خطيرا، فهم متهمين حتى لو ثبتت براءتهم، حظهم من الوظائف والقيادات العسكرية والامنية يكاد يكون معدوما، فنظرة سريعة لقيادات الجيش العراقي والقوى الامنية تكشف طبيعة الاقصاء والتهميش، وهذا ينسحب على المؤسسات الاخرى ولعل وزارة التعليم العالي نموذجا صارخا على ذلك،، ورغم ذلك لم يلوحوا بفكرة الاقليم رسميا

إن تراكم هذا التهميش الطائفي والاهانات المستمرة، حولّهم من عراقيين، الى مجرد( عرب-سنة)، تلاشى شعورهم الوطني نسبيا لمصلحة انتمائهم المذهبي،، وبدأوا رحلة التقوقع هذه، واصبحوا يتنفسون داخلها، الى جانب الروابط العشائرية التي تنامت بقوة لغياب القانون،

جاءت حادثة اعتقال حماية العيساوي، الشبيهة بسيناريو الهارب طارق الهاشمي، مع اهتزاز الثقة بالقضاء العراقي لتفجر الموقف، ووسط اجواء شحن طائفي سمعنا فيها وشاهدنا شعارات مقيتة وكريهة،

تحدثت مع مجموعة اصدقاء شاركوا في المظاهرات واستغربت انقلاب المفاهيم الوطنية لديهم، وتقريبا جميعهم انهى حديثه معي: يا شلش حط نفسك بمكاننا،

قلت لهم ؛ انا كمواطن عراقي، معكم في التظاهر ضد الظلم والتهميش والاذلال الطائفي، لكن لست معكم في التظاهر لمصلحة وزير شارك بالصفقات المشبوهة بتقاسم المناصب، نعم لديكم نساء معتقلات وهناك اخبار (لم اتأكد منها) عن الاعتداء على كرامتهن وشرفهن، وهذا امر لاينام عليه عراقي، اي عراقي، لان ابنة الانبار هي اختي وامي وشرفها شرفي، ولو كانت المظاهرات من اجلهن فلا تمنعني الحدود الطائفية السخيفة من التظاهر معكم،

ارجوكم ، حطموا صور الابطال الوهميين، انزلوا الاعلام التي تفرقنا، اتركوا الشعارات الطائفية، طالبوا بتطبيق العدالة والكرامة والحرية لكل العراق، ابعدوا الاصوات النشاز عن شارعكم وتظاهراتكم، المالكي وحزبه يعتاشون على الشد الطائفي ويتنفسون هواءه الفاسد، فلا تمنحوهم هذا الهواء .

إخواني في المحافظات الجنوبية، اذكركم بان العراق هو حاصل مجموع كل محافظاته، وحاصل مجموع كل اهله والعراقي الذي لا يرى كل خارطة العراق وطنه هو ربع (١/٤) عراقي، لا تتورطوا في الشد الطائفي، المالكي ليس بطلا شيعيا، انه كارثة شيعية بكل المعايير، لقد اساء للشيعة وقدمهم للناس كحماة للصوص لاذمة لهم ولا نزاهة، ولا حظ ولا بخت كما نقول، قدم الشيعة كمجموعة بشرية انتقامية جبانة تستقوي بالسلطة على باقي العراقيين، وليست مجموعة انسانية عرف عنها قيم المحبة والنزاهة والشرف واحترام الكلمة والالتزام بالعهود والمواثيق، اهل الجنوب تعودوا في تاريخهم عدم اجارة "الفاسد" وعدم ايواء اللصوص، المالكي سوّد صفحتكم، ونكس عگلكم، وفي زمنه سرقت باسمكم اكبر ميزانية في تاريخ بلدكم،

لا يخدعكم بانه بطل الشيعة، لقد جربتم ابطال التلفزيونات وعرفتموهم، المالكي الذي ترككم تغرقون في مياه الامطار لا يستطيع حمايتكم من حرائق الطائفية، ومثلما هرب هو واعضاء حزبه وتركونا في الايام السود، وعادوا ينهبون البلد وسيفعلوها ثانية،

اهل الجنوب والوسط ليسوا بحاجة الى ابطال احزاب وعصابات، لدينا ما يكفي من سجلات البطولة والكرامة والاخلاق والشرف والاباء وعزة النفس واخلاق المضايف، ليس هذا وحزبه الحرامية من يمنحنا نموذجا للبطولة التلفزيونية وشجاعة توقيع اعدام الدكتاتور الذي رفعه الامريكان بايديهم لحبل المشنقة، ان الاستقواء بالكثرة على اهلنا واخوتنا هو استقواء جبان وحقير وفيه من النذالة التي لا تليق باخلاق الفرسان من اهل الوسط والجنوب.

وعودة لاخوتنا في الانبار ، انتم ايضا لا ترددوا تفاهات المغرضين المسمومين الذي يعملون لصالح اطراف لا تحب العراق ولا تريد لاهله الخير، كونوا عراقيين فقط بمظاهراتكم، وسنقف معكم وسناتي اليكم زحفا لنقول لا للظلم،

لا تصدقوا شعارات، يا احفاد الكرار واحفاد الفاروق، فهذان الرجلان العظيمان من مكة والمدينة وليسا عراقيين من هيت او الدغارة، نحترمهما كثيرا ، ولكنها لا يصلحان كنماذج لحل ازمتنا السياسية، الفاروق ليس من الفلوجة والكرار ليس من اهل طويريج، لا احد من مستخدمي اسميهما المحترمين ينتمي الى سلالتهما الاخلاقية، الموضوع عبارة عن خديعة شريرة وفتنة خبيثة دبرت في ليل، لكي نتقاتل، وتسيل دماؤنا، ليعقدوا بعد ذلك مؤتمرا للصلح يتقاسموا فيه الغنائم من جديد، فهؤلاء كما قلت تعوزهم الاخلاق ، والوطنية ، والنزاهة ،، واشياء اخرى كثير