http://www.kitabat.com/i9000.htm

 13    تشرين الأول  5200

اعتصام ( شيهان - مكيّة) امام مكتب السّيد

كتابات - شلش العراقي

كما فعلت شيهان ام الجندي الامريكي الذي قتل في العراق ، قامت مكيّة الحسن بكتابة  ((بَسكُم مشاكل)) على قطعة كارتونية ،علقتها على صدرها ومشت الى قطّاع 13 ووقفت قبالة مكتب السيّد الصدر في مدينة الثورة وسط اندهاش المارة واستغرابهم  الى هذا النوع الجديد من الجنون..تحّلق حولها الصبية الحفاة وهم يتهجّون ا( بس ك م ... م ش ا ك ل)

السيّارت المارة على شارع الجوادر خففت من سرعتها ليتمكن راكبوها من معرفة ما يجري وكان الجواب دائماً : ((مجنونة))

في الظهيرة تصّدقت عائلة من بيوت القطّاع المطلة على الشارع على مكيّة بوجبة غداء واستكان شاي فاعتذرت مكيّة بانها صائمة ، واوضحت لهم انها ليست ابنة سبيل ، انها (ام على) وحيدها الذي ذهب الى النجف العام الماضي ، واستشهد في مواجهات جيش المهدي مع القوات الامريكية..الخبر انتشر سريعا،، وصار الناس اكثر اهتماماً بهذه المرأة الغريبة الاطوار ،، في المساء وعندما ازدحم مكتب السيّد الصدر كالعادة، توجه اليها ثلاثة شباب يحملون بنادق ، وطلبوا اليها مغادرة المكان ، حيث اشتبهوا بسلوكها المريب،وعندما تعّرف اليها احدهم بعد ان اخبرته انها أم (علي سلمان يونس) الذي قتلته القوات الامريكية  في النجف قال لها

* لاتهتمي (ام علاوي) احنا ولدك .. وناخذ بثاره.. بس شيلي هاي الكارتونه عيب خاله

* لا يا ابني ما ارديك تموت ،، ما اريد احد يموت بعد ,,كلكم ولدي،،علاوي راح ..بس اريدكم تبقون خاله,,

لم يفهم الشباب مرادها بالضبط رجعوا الى مكتب السيّد وقصوا حكايتها على المسئولين المعممّين هناك فجاءت الأوامر اتركوها هاي(( مسودنة..))

قضت مكيّة ليلتها في الشارع ،وتناولت فطورها من المتعاطفين من ابناء قطّاع 13 وقطّاع 58 المقابل ،الذين بدأوا ينجذبون نحوها ,,,

هناك مجموعة من المراهقين الشباب صاروا يتندرون عليها

* شوف شيهان (اسم الامريكية ) تريد توكف الحرب ,,, هاي شيــــــــــــــهان،، هاو ار يو .؟.كود ايفننك  شيهان..هاو اولد يو

وبعد يومين صارت مكيّة علامة جديدة من علامات الطريق ، وصارت تجتذب اعدادا جديدة من المتطفلين الذين بدات شكوكهم باتجاه المسكينة مكيّة

* جاسوسة اسرائيلية

* سالفتها مو خالية .

* لا جماعة الحكيم دافعيها

* يمكن بعثية

* الله اليعلم شكو وراها؟

المهم صارت مكيّة موضوع تندر وريبة وشكوك,,  في احد الصباحات زارها موفد قناة الحرّة (( فلاح ابو عيون الخضر)) وعندما استمع الى مطاليبها التي توجهت بها الى السيّد مقتدى  الصدربضرورة الحفاظ على( اولاد الخايبة )،،لملم اغراضه واعتذر عن عطل مفاجيء في الاجهزة ..(.هاي تريد تبلينة) قال لفريق العمل وامرهم بالانسحاب .

جاء رجل في منتصف العمر وجلس الى جانب مكيّة واطلق صرخة على ابنه الذي قتل مؤخرا في غارة امريكية على منطقة الگيّارة..جاءت عجوز في السبعين واخذت تنوح على الحجي الذي مات قبل شهرين,, جاءت امراة بدينة وتربعت تنوح ابنها المقتول ولا تعرف من قتله، ,,جاءت امراة عمياء وجلست تبكي دون ان تصرّح بمصابها .جاء طفل رث الملابس ونام بحضن المراة العمياء،،

من هؤلاء ومن غيرهم تشكل مجلس عزاء مفتوح ..التقط له الصحفيون صور عن بعد ودون ان يقتربوا,, صار المكان ملفتا للنظر بشكل ازعج مكتب السيّد الصدر، وصدرت الاوامر بتفريقهم ،، حضر المسلحون وفرقوا الجمع الذي اندفع لاشعوريا الى (ساحة الصورة) ، التي رسم عليها شهيدا عائلة الصدر الكرام بعد ان طُمِرت صورة الطاغية المقبورالتي احتلت الجدارية عقود من الزمن..

استقرت مجموعة مكيّة هناك ومارست الصمت هذه المرة ,,الاولاد المشاكسون لم يتركوا المنكوبين على حالهم ، رشقوهم بتعليقات لاذعة ومهينة ، وبعضهم حمل صورة شيــــــــــــــهان الامريكية وكتب تحتها (مكيـــــــــــــّّة ام اللـــــــــّبن..)

طوقت مجموعة من جيش المهدي المكان دون ان تسيء لمكيّة واقرانها الذين بداوا يكسبون تعاطف الناس

صاح الرجل المسّن الذي فقد ولده في الكيارة على المسلحين:

* وليداتي ذبوا رشاشاتكم والله كتلتونا ،، هي امريكا الصين ماتكدرعليها ،انتم تكدرون ،،بعدين امريكا شسوتلكم؟مو اجت وحررتكم من ظلم صدام , انتوا ماعدكم مخ..

لم يجبه احد منهم وتظاهروا بعدم سماعه،، قامت مكيّة وقبلتهم كابنائها واحدا تلو الاخر،، يمة روحوا للمدرسة روحوا لاهلكم،فدوة  بعد عيني ,,محد ينفعكم ,,كلّمن يگول ياروحي.

احد هؤلاء الشباب سلّم بندقيته لاقرانه وتوارى بسرعة..ارتبك أقرانه وارسلوا احدهم ليمضي بالبندقية الى مكتب الصدر,

المكتب مرتبك ، ماذا يفعل بهذه المشكلة؟ اقترح عليهم احد العباقرة بجمع تبرعات للمجموعة لكي تنفض( لان ذوله يردون فلوس،، صّدام علمهم الشهيد بفلوس) حُملت اكياس الطحين والسكر وصفائح الدهن وغيرها من المواد التي اخذت تبرعا الزاميا من تجارسوق جميلة ,,وعندما جاؤا بها الى ساحة الاعتصام رفضها الجميع رفضا قاطعا,,,ازداد عدد المحتجين قليلا وانتشر خبرهم في ارجاء المدينة، وحضرت وفود من كل القطّاعات تتطفل على هذه المجموعة الغريبة (الغريب ان فتّاح الشيخ وكريم بخاتي اوسخ عضوي برلمان في العالم لم يتدخلا حتى الان)

مكتب السيّد صار يراقب الامر عن بعد،، ويتدخل افراد جيش المهدي بين فترة واخرى لتفريق الناس...وضربهم بالعصي الخفيفة احياناً

جاء خنجر واقترب من جارته مكيّة مرت سلمان ،،وطلب اليها - بروح علاوي -ان تنهي عصيانها غير المجدي( وكان يرفع من صوته ليسمع افراد مكتب الصدر بانه يقوم  بخدمة لوجه الله.)..

مكيّة صرخت بوجه خنجر : هم شفت خلقتك ؟هو اني من شفت وجهك شفت خير ؟ .....مو انت القشمرت (علي) وكتله روح  قاتل بالنجف .

خنجر رد عليها بصوت عال :ابنج شهيد وراح يسحبج للجنّة وياه

اجابت مكيّة :جنّة التجي من وراكم ما اريدها ..اريد ابني,, اريـــــد ابنـــي  ...اريــــــد ابنـــي

خنجر همس باذن مكيّة كلها( موهيج يامكيّة موهيج ،لازم ترحين گبال منتجع مقتدى اثناء عطلته الاسبوعية وتگابلي مگابل )

* شنو منتجع ولك

* مثل بوش شلون گابلته شيهان يم المنتجع,, روحي هناك

* وهو مقتدى عده مثل بوش

* لا لا ،،مونفس الشي ، عدهم برّاني بالنجف ، برّاني يقضون بيه اجازاتهم

* ولك خنجر همة منليهم اجازات ..همو مطينا فكه ,روح امش ,,اني  ما اتحرك منا الا للگبر

صحفيون واعلاميون ووفود دولية  نسويّة وكاميرات ومايكات ولافتات ملونة مكتوب عليها بالانكليزي (بسكم مشاكل )، .بالونات ملونة تملاء سماء الثورة،واطفال بملابس براقة ينشدون للسلام والامن والحرية،صبيات حسناوات ينثرن الورد، ووسط كل هذا الحشد العالمي كان افراد جيش المهدي يرمون اسلحتهم في  ساحة (شيهان- مكيّة ) ويمضون , يااللــــــــــــــــه انتهت الازمة، الحمد لله  سنعيش بامان،، صدك راح نرتاح ,, قالت مكيّة ذلك وفزت من نومها وعلى شفتيها ابتسامة سرعان ما تبددت عندما وجدت نفسها تنام في نفس الساحة الى جانب العجوز العيماء التي تحتضن الصبي اليتيم بعطف.

 

Shalash70@hotmail.com