http://www.kitabat.com/i9480.htm

احلام تتحقق فورا

 28   تشرين اول 5200

كتابات - شلش العراقي

 

 انا شخصيا احب البنات بشعر طويل وتنورة قصيرة بشرط ان يكونا مجتمعين، يعني ما احب وحده شعرها قصير ولابسه تنورة قصيرة او العكس شعرها طويل و تنورتها  هم طويلة.

وشخصيا اكره  الرجال بلحية طويلة ودشداشة قصيرة وليس شرطا ان يكونا مجتمعين، فاحيانا احب اللحية الطويلة للعبقريات الكبيرة واكره الدشداشة القصيرة عندما يضطر عليها الفقراء..

في حياتي الجامعية كنت اندفع غريزيا لاي شعرطويل يرفرف  فوق تنورة قصيرة ،وكنت غريزيا الوذ بالهرب من اية لحية من تلك التي فصلت لتناسب الدشاديش القصيرة,,

في الحملة الايمانية التي دشنّها الخليفة التاسع والستون صدام الملعون..طالت تدريجيا التنورات وانحسرت تدريجيا الدشاديش ،واختفى تدريجيا الشعر تحت الحجاب وانطلقت  تدريجيا اللحى من جحورها في هجوم حوّل الجامعة من ممرات ورود الى مزابل لحى..

اختفى الخليفة  في حفرة واختفت معه  التنانير القصيرة وكذلك الدشاديش القصيرة ..

الاولى صرت لا اراها إلا في التلفزيون ، والثانية  صرت لا اراها  الا في الكوابيس التي تطاردني في كل شارع ومطعم ومقهى ..

قبل يومين حلمت انني اتمشى فوق جسر الجمهورية بصحبة فتاة بتنورة قصيرة وبشعر مجنون يتطاير على كتفيها,,في الصباح توجهت الى الباب الشرقي ومن هناك الى منطقة الدورة حيث محل عملي .وبعد ان بعت( القاسمة الله) وفي طريق العودة ، قررت ان استأجر تكسي لان الامور (شوية  عدلة والحمد لله)، اوقفت سيارة تكسي ووجدت نفسي في ورطة ، لقد تحقق حلمي تماما .

كان السائق ( لحية طويلة بدشاشة مختصرة جدا جدا يعني صاحبها مقرر اليوم فطورة  بالجنة ما بيها مجال..الكارثة هي انه وافق دون تردد على الذهاب الى الثورة..)

من المؤكد انني  لايمكن نقل كافة مشاعري التي عشتها من لحظة صعود السيارة .

 قلت مع نفسي وانا ارتجف رعبا  ماهذه (الهــــــــــّدية )التي اخذتها الى اهل الثورة المساكين؟ الذين لم يجنوا من امثالي سوى النقد اللاذع والسخرية والتعليق على الصغيرة والكبيرة دونما فائدة حقيقية ،واخيرا (جايبلهم رفيق استشهادي مضبوط وانشا الله كَبــــل بنص سوك مريدي,,)

هل اقول له : من فضلك غيرت رايي  ممكن توديني للمنصور .او  للجادرية ؟  لا ادري ؟ ربما سيرتاب مني ويفجر السيارة فورا ،وانا اريد ان اشم الهواء قليلا .الحياة عزيزة لا اريد ان اموت في هذه الدقائق بالذات .ياالهي لماذا بهذ السرعة تتحق احلامي ؟اين التنورة القصيرة اين الشعر الطويل؟

الرجل( والشهادة لله) كان يكلّم نفسه كثيرا ،وربما يتلو اشياء تخص مرحلة  ما قبل بلوغ الجنة..وكان هادئا لاينزعج من الازدحامات التي يمر بها ،كما كان يتجاهلني فلم يسألني على عادة سواقنا في اسألتهم المعروفة

* اني شايفك.. وين تشتغل؟ ..انت مو اخو فاضل؟.. بيتكم بالشركة لو بالكيارة ؟ لوهيج رايح بشغل؟   الى اخره من اسئلة السواق..

عندما وصلنا كرادة مريم التفتَ اليَّ الرجل وسألني بهــــــــــدوء

* اخي بارك الله فيك وين كتلي تريد توصل ؟  لقد نسي الرجل او انه لم يسمع جيدا او ان الموضوع لايعنيه اصلا !!!

قفزت الي فكرة عبقرية وقلت له:

* وياك اخوية

* نعـــــــــم ؟!!

* وياك وين متروح

ارتبك الرجل من اجابتي

* اخي ما افتهمك ،اعبر الجسرعلى بركة الله  لو لا ؟؟؟

* اعبر عيني اعبر.

* زين وبعدين وين نتجه انشاء الله ؟!!

* بكيفك اخي .

* شنو بكيفك ؟

* اخوية انت تندل طريق الجنة مو اني.

* ها شبيك اخي؟

* ما كو شي وداعتك.  تمتمت بهلع وانطلقت دموعي بغزارة..

 

 ارتبك الرجل كثيرا وتلفت يمنة ويسرة ثم اسرع بسيارته  عابرا جسر الجمهورية متجاهلا توسلاتي ونحيبي، وعندما وصلنا ساحة الطيران استدار بجنون  نحو مسطر العمال المساكين..

 

((((بـُــــــــــــــــــمممممممم)))))

 

انفجرت السيارة بشدة مهولة وتطاير كل شيء في الهواء .

 

بعد لحظات ..انا وثمانية عمال بناء ، على اصوات موسيقى ملائكية نتناول فطورا شهيا في جنات الخلد .. بهدوء وسكينة وراحة وسعادة وحوريات (احداهن بتنورة قصيرة)..طيور وملائكة وورود وهناء ابدي.. انها الجنة ياالـــــــــــــــــــــــهي ...

 

في هذا الوقت كانت  جهنم  تمور  قريبا منا وهي تشوي وجبة جديدة من اصحاب الدشاديش القصيرة واللحى الكثة ومن بينهم سائقنا الورد الذي نسيت ان اعطيه اجرته.

صارت رائحة الشواء تزكم انوفنا فقررنا نحن الشهداء ان نمضي بعيدا في الاعماق ..احد العمــــــــــــال الشهداء  ظهر انه من قطاعنا ،تعــــــــــرف عليّ وقال:

* شكرا شلش ، اول مرة تسوي شي زين بحياتك .

 

Shalash70@hotmail.com