http://www.kitabat.com/i9290.htm

 22  تشرين اول 5200

ابتزازات عاصي الحرامي وصورة الحسين (ع)

كتابات - شلش العراقي

بعد السقوط مباشرة ، باع عاصي الشاحنة التي كانت بذمته ، والعائدة الى وزارة التجارة ,ثم عمل بعد ذلك وسيطا لبيع سيارات اخرى عائدة لوزارات اخرى بذمة سواق اخرين باعو ذمتهم .تعدلت احوال عاصي وصعر خده وصار يمشي كالطاووس وسط الشارع الذي يرمي عليه نظرات الازدراء والاحتقار..حرامي لا اكثر ولااقل ، هذا هو ملخص رأي الجيران الشرفاء به ، اما اولاده وبناته فهم اولاد الحرامي او عائلة النكَرية ، كما صار يطلق عليهم..

في محاولة يائسة للتخلص من النظرة المهينة و الجديدة عليه  ، بنى عاصي في وسط الساحة الصغيرة  المقابلة لبيته والتي تتوسط القطاع ،جدارية يبلغ ارتفاعها ثلاثة امتار وبعرض اربعة امتار، وجاء بمن يرسم عليها صورة الامام الحسين (ع) ، كما تخيلها رسام ايراني في القرن السابع عشر ، الناس ارتبكوا بازاء الصورة التي تمثل الشخصية الاكثر تقديسا لديهم ،وبما  ان الساحة  كانت سابقا مخصصة للقمامة، وان عاصي نفسه احتكر نصفها في السابق عندما ركن عربة شاحنة طويلة ، لم يتوفق في بيعها لحد الان،

ظهرت مشكلة معقدة ومركبة وصارت تواجه الناس في قطاعنا، بخاصة من امثالي الذين يدركون تماما ،ان هذا الرسم للشخص ذو الحواجب الايرانيّة  الكثة ، والملامح الناعمة ،لايمكن ان يكون الحسين بن علي (ع) بطل كربلاء وسيد شباب شهداء الجنة ..

سيّج عاصي الصورة بسياج اسمنتي وزرع حولها نبتتين شبه يابستين ..وصار يتظاهر بسقي هاتين الشجرتين ، كلما تردد الى سمعه تعليقا لايحبه بخصوص بيع ممتلكات الدولة..

الصورة التي تمثل الحسين (ع) والتي تعني الحسين  (ع)  لدى البسطاء ،صارت حكرا على عاصي وعائلته يتمترسون خلفها ، كما لو ان الحسين( ع) كان يعيش في كنف عائلة ال عاصي غير الكريمة .

الناس اضطروا ان يركنوا مخلفاتهم وقمامتهم اليومية في زاوية قصيّة من الساحة ، بعيدة عن الصورة وقريبة من عربة الشاحنة الطويلة ، والنائمة هناك منذ شهور ،وعندما قررت البلدية ان تشمل قطاعنا بزيارة يتيمة  لسيارة القُمامة ، ظهرت مشكلة جديدة للسائق والناس الذين تجمّعوا حوله  لمساعدته في المرور الى داخل الساحة الضيقة اصلا ، والتي ظاقت اكثر بسبب سرقات عاصي  من جهة وولائه المزيف لابي الشهداء (ع)  من جهة اخرى..

 احتار السائق المسكين وسط صمت الناس وتظارب مشاعرهم ، بكيفية المرور دون ان يقترب من الصورة ، ودون ان يصطدم بالعربة. ترجّل من سيارته ونزل يعاين الموقع  ،كي يتدبر امره مع الموقف شديد الحرج والحساسية الذي وقع فيه ,

واخيرا ، وبعد ان ياس من امكانية مرور سيارته ،طلب من الناس ان يعاونوه في نقل القمامة بايدهم ، من موقعها  الى مؤخرة السيارة المخصصة لنقل النفايات (الكابسة) ؛ استجاب الناس طواعية تخلصا من حراجة الامر ، الذي وضعهم فيه عاصي ، والذي كان يرقب الناس بشماتة  وتكبر دون ان يتقدم لمساعدتهم ويحمل على الاقل ، القمامة التي خلفتها عائلته,الموقف اثار حفيظة (ابو سعدون) الذي صاح بوجه عاصي

* عاد تعال شيل قذراتك احنا موخدام الخلفوك .

ارتفعت اصوات اخرى من هنا وهناك ،  منددة بعنجهية عاصي واخلاقه الوضيعة ,وكان اصرار عاصي  على عدم الاستجابة يزيدهم حماسة وازدراء  ، حتى انهالت عليه الشتائم التي صبت اغلبها في لصوصيته وتحوله الى انسان مغرور بفعل الاموال التي جناها من سرقة سيارات الدولة.

عرف عاصي بغريزته الذئبية ان الامور تطورت الى حد قد يصل الى ما لا يحمد عقباه ، دخل البيت مسرعا وحمل ابريقا من الماء ، وراح يسقي بطريقة استعراضية النباتات التي تحيط بالصورة ،و التي كانت قد تيبست منذ وقت طويل ,,

سكت الناس احباب الحسين الحقيقيين وهزوا اياديهم علامة الحيرة والغضب على هذا النوع الجديد من الابتزاز، حملوا القمامة ، افرغوها في السيارة وتفرقوا كل الى حال سبيله.

في اول (مطرة قوية)  جادت بها السماء غسلت مياه الامطار الاصباغ الرخيصة التي رُسِم بها ما يعتقد انها صورة الحسين (ع) ..

استغل احد الجيران  هذه  المناسبة ورفع الجدارية ليمحو اثرها الى الابد من ساحة عاصي الحرامي ، وليستقر الحسين خالدا عظيما كما كان ابدا  ،في وجدان وضمير كل الاحرار والشرفاء والمظلومين في العالم ، وليس في اصباغ عاصي الرخيصة الثمن .. والايرانية المنشأ.

 

Shalash70@hotmail.com