http://www.kitabat.com/i11126.htm

15  كانون اول 5200

عـلى عـنـاد الـجـزيـرة

كتابات - شلش العراقي

 

اشتغلت الايقاعات والهوسات الشعبية في شارعنا ، الذي يتاهب للمشاركة في انتخابات غدا، ومصدر هذه الايقاعات هو شلة عبد الرضا ابن فخرية ،الذين سكروا منذ البارحة ،استعدادا لهذه الساعة ،ولان الرقص والموسيقى محضوران باوامر عليا منذ ثلاث سنوات ، فقد خرجت الدربونة عن بكرة ابيها لتشاهد هذا الحدث الجديد ، ولتتعرف على المجموعة الشجاعة التي خرقت اوامرالسّيد، وهي تضرب على الطبول والدفوف  ، تسمّر الناس عند عتبات بيوتهم ، بينما الشلة تتقافز في رقصات من بينها رقصة الكاولية الشهيرة ، واشتغل( هز الجتف والارداف  وللكاع ، وطاحوا )،يتمركز الراقصون في دائرة ، ثم ينطلقون في هرولة ايقاعية راقصة الى نهاية الشارع ، ويعودون الى مركزهم في منظر احتفالي جميل ومبهج ، ويبعث على الراحة ، والاكثر غرابة هنا ، ان هذه الطربكة التي تخالف احكام الشريعة السمحاء ، تجري تحت انظار المسلحين من ابناء الحوزة ،التي كانت فيما مضى ناطقة ،ثم ركبت العربة السياسية من الخلف وصمتت .

* ماهو السر ايها الاخوان ؟

ببساطة ان  المدعوعبد الرضا ابن فخرية وشلته السكرانة حد الثمالة ، اكتشفت حيلة عبقرية لتبرير حفلهم الراقص هذا،حيث ان رقصاتهم تحمل مضمونا سياسيا احتجاجيا على قناة الجزيزة ، التي يقال انها اساءت ليلة امس  للمرجعية الشريفة ،ولمقام السيد علي السيستاني تحديدا . وكل لبيب منكم ، يعلم حق العلم ان اي من هؤلاء الاخوة الرادحين بقوة ، لم يشاهد قناة الجزيرة ،ولم يعرف ماذا جرى بالضبط لكنهم ظلوا يرددون هوسات عديدة من بينها :

* وعلى عناد الجزيرة اليوم مانام

* وعلى عناد الجزيرة  بيّض الديج

* زعلانة الحوزة شحدهم

* وعلى عناد الجزيرة العرَك مسموح

* من ضيم الجزيرة اليوم سكران

وهكذا وفرت قناة الجزيرة من قطر خدمة كبيرة للمحرومين من اتباع ال البيت .كي يمارسوا شعائرهم الطينية المزيفة،

الامر ظل مسليا بالنسبة لي حتى لحظة تقدم خالتي أصبيحة عن صف العائلة خطوتين الى الامام ،ومباشرتها التصفيق الحار تفاعلا مع الحدث ، وذلك بمشاركة عمي شناوة الخفيف ،الذي وقف خلفها وراح يكرر هوسات الشباب .تملكني القلق وانا الخبير بكل عرق ينبض في كيان الخالة صبوحة  والداري من دون خلق الله بكل ارهاصاتها وانفعالاتها ،والعليم من دون ادنى شك  بانها ستنظم ان اجلا او عاجلا ، الى حلبة الرقص  ، انسحبت الى الخلف ركزت عيني على حركات أصبيحة وانفعالاتها وخلجاتها ثم نزلت ببصري الى قدميها الحافيتين اللتين بداتا تسحفان لا شعوريا الى امام ،في اندفاعة محمومة غيرعابئة بمن حولها ،كما لو ان قوى سحرية تشدها الى الانخراط في العملية البزخية .

علا صوت أصبيحة واصبح اكثر ضجيجا من صوت الشلة كلها ، تلفت حولي لعلي اعثر على كبير من خيار ال رحيمة واجاويدهم يعينني على محنتي، ويحد من اندفاعات الخالة المنفلتة ، تجنبا لفضيحة اصبحت في حكم الواقع ، للاسف كان الجميع في لحظة ابتهاج وهيجان عاطفي يصفقون مع ايقاعات الراقصين .تاركين للمرعوصة أصبيحة حرية الانعتاق من ربقة قيودهم ، وبينما انا في ذلك ، انفلتت أصبيحة من عقالها وهرولت يتبعها عمي شناوة الى وسط الشلة التي احاطت بهما مرددة :

* حيل حيل التج علية . .  خالتك موش اجنبية

* وعلى عناد الجزيرة أصبيحة متوب

* اصبيحة اتخبلت شربت بطل سادة .

 

شناوة الخفيف اضاع ماتبقى من رجولته وحمل أصبيحة فوق كتفيه الهزيلتين، وراح يهرول بها  تتبعه جيوش من الراقصين والاطفال والمراهقين ،وبعض النسوة اللائي بقين يرقصن على الهامش مستعينات بجراة أصبيحة وشجاعتها .

تطورت المسيرة وتصاعدت حدة  وتيرتها واحتشد خلق كثير وخرج كل سكارى القطاع  من جحورهم وانخرطوا في لحظة جنونية ،وها انا من مكمني هذا ،حيث اكتب لكم ، اسمع الحشد الراقص وهو يردد بصوت مدو :

* محروسة يكَرون شناوة

* وعلى عناد الجزيرة شناوة مشخوط

* ومنصورة ياشمعة حيدر

* تاج تاج على الراس سيد علي السيستاني

وهكذا ايها السادة جرَّ اخواننا في قائمة الائتلاف العراقي الموحد السيد السيستاني، من برج الدين العالي ،الى وحل السياسة ، ليصبح مادة نقاشية في افواه المتناطحين على قناة الجزيرة ،وكل ذلك من اجل ان يستجدوا باسمه الكريم اصوات البسطاء ...

 

Shalash70@hotmail.com