http://www.kitabat.com/i9242.htm

 20  تشرين اول 5200

مدينة الثورة تتعافي تدريجيا من غفلة اختطافها..انتظروها

كتابات - شلش العراقي

جيش المهدي ، لم يعد جيش المهدي الذي كانت تقدمه الفضائيات في بداية السقوط. الاغلبية الساحقة منهم تركوا اللعبة ، وانفضوا الى شئون حياتهم القاسية . بعضهم من طلبة الجامعات تحديدا ، صار يتنكر لتاريخه في هذا الجيش ، ويقول لا انا من التيار الصدري وليس من جيش المهدي ، البعض الاخر قال انا فقط ضد الاحتلال وبعضهم يقول انا  من اتباع الشهيد الثاني لاشأن لي بمقتدى،والبعض الاخر حوّل الموضوع الى نكتة ، وصار يروي الاحداث بسخرية اما اولئك المصرون على اللعبة ، فانهم مجموعة من المهمشين اجتماعيا ووجدوا فرصة ذهبية للتعبير عن وجودهم الاجتماعي (الفاعل) ،وكذلك المستفيدون من قوة السلطة التي يمتلكونها في ابتزاز الناس ، وخاصة تجار سوق جميلة وسواهم.وهم الان اقلية منبوذة ، لكنها ذات سطوة على البسطاء والمرعوبين من الناس .وفي اية انتخابات فعلية فان التيار الصدري لايجني الا اصوات قليلة نسبيا ،لاتناسب سمعته وسطوته.لكن مشكلتنا الحقيقية هي انه عندما يضعف جيش المهدي تستقوي (عصابات بدر) الذين يختلفون عن افراد جيش المهدي ، كونهم معبئين ايديولوجيا ويتمترسون خلف اسيجة المقولات الدينية البالية ، التي تكره كل ماهو حديث وينتمي الى الحياة المعاصرة ،كما انهم كائنات باطنية ، تعمل في الخفاء وتنفذ اجندة ايرانية استخباراتية لاتحتاج الى دليل في التخلص من (رموز) المجتمع المدني ، من الاطباء والطيارين والتنكوقراط بدعوى انتسابهم للنظام السابق,ففي صبيحة هذا اليوم  فقط تم اغتيال مجموعة من الرجال ،اربعة منهمم فقط في حدود مدينة الثورة ،من بينهم مستشارقانوني في وزارة الصناعة ، واخر يعمل مديرا لمختبر اشعة واخر مبرمج سابق في وزارة التعليم العالي..بالاضافة الى بعثي سابق يعمل في البنك المركزي .

والمشكلة الاخرى التي لاتقل خطورة عن الاولى، ان ثمة مجموعة تعمل باسم جيش المهدي في وزارة الداخلية،  وباشراف صولاغ شخصيا ، تسمى (لجنة اجتثاث الارهاب) ،وتتمتع بصلاحيات اعلى من تلك التي للشرطة وقوى الامن الداخلي ويسافر افرادها الى ايران دوريا ، تاخذ هذه المجموعة على عاتقها مسئوليةالاغتيالات ، وتستخدم سيارات الداخلية، وهذا اختراق خطير لجيش المهدي من قبل فيلق بدر وسوف ننشر بعض اسماء هذه المجوعة لاحقا ،وعدا هؤلاء فان نشاط اللصوص وعصابات التسليب والحق يقال اصبح ضعيفا جدا بحكم متابعتهم من جيش المهدي.

هكذا تتداخل الاوراق في المدينةالمنكوبة ، لكن مايبعث الامل هو ان الاغلبية الساحقة هي اقرب الى المجتمع المدني المسالم  ،الذي يطمح الى هدوء الاوضاع لعودة الحياة الى مجاريها ،ولكن هذه الاغلبية صارت للاسف ترتمي شكلياً في احضان العشيرة او المسميات الاخرى ، تحاشيا لرعونة الاخرين النافذين باسماء دينية وسياسية.

وكشفت سهرات رمضان في المقاهي،  التي تملأ المدينة (حتى يمكن تسميتها بمدينة المقاهي )كشفت هذه السهرات عن ظهور واضح لمجموعات الشباب التي تحتفي بالحياة وتقرف من القطيع ،الذي يسمي نفسه جيش المهدي وكذلك اولئك الذين يسمون انفسهم بغرور  مقلدي السيد السيستاني.او انصار الحكيم الذي يشتم هنا علانية.

وما يميز هذه المجموعات موضوع حديثنا، اهتمامها  الواضح بمظهرها الخارجي وطريقة حلاقة الشعور الحديثة ، واسلوب الحديث والسلوك الحضاري ، والاهتمام بالشان العام حتى حواراتهم فيما يتعلق بالعملية السياسية ينم عن وعي ما ،واغلب الاحاديث للامانة تدور حول العلاقات العاطفية في اجواء الجامعة وسواها وواضح اهتمام هذه المجاميع بالاتصال بالعالم عبر الانترنت وتقنيات الهاتف النقال حيث تبادل الرسائل والنكات والصور وبفضل هؤلاء ، عاد للمدينة بعض من القها الحياتي الذي عرفت به، وبامكانك ان تشاهد بينهم من يحمل كتبا ثقافية حديثة و ادوات الرسم ،والابعد من هذا رايت في اكثر من مكان من يحمل الة موسيقية ولكن بنوع من الحياء اعتقد انه الى زوال.ولايمكن نسيان الرياضيين الذين بطبيعتهم غير مبالين بالشان السياسي والديني وفي العموم هم مدنيون يلتصقون بالعالم عبر المتابعات الرياضية للتلفزيون ،وتنحسر تجمعاتهم في مقاهٍ خاصة بهم او زوايا معينة يحتكرونها في المقاهي الاخرى ويشمل هذا الكلام المقهى المجاور لمكتب الصدر

هذه اخبار مطمئنة  بعض الشيء وجدت من المناسب الوقوف عندها في طريقي للكتابة عن الظواهر السلبية في مدينتي العزيزة ,

واخيرا يمكنني القول ، ان الثورة تتعافى ولو بطيئا بعض الشيء، وتصحو من غفلة اختطافها من قبل المسلحين القتلة,

الانتخابات القادمة ستكون الثورة مفاجئة  نوع ما وستخذل كل الذين يعتقدونها مقاطعة لهم ورثوها على طبق من ضجيج، الشعار غير المصرح به جهارا الذي تتبناه المدينة كما اعتقد( لا للصدر لا للحكيم نعم لحكومة مدنية)

 

Shalash70@hotmail.com