http://www.kitabat.com/i10001.htm
16 تشرين الثاني 5200
خصخصة نفط دعبول
كتابات - شلش العراقي
اندهشت ام دعبول عندما
اكتشفت صغيرها ابن العاشرة يتبوّل نفطا ، وازداد اندهاشها عندما اكتشفت انه يستطيع
ان يتبوّل كميات كبيرة تسد حاجتها اليومية ومايزيد على ذلك كثيرا ، كتمت
الامر في البداية ،خاصة واننا في فصل الشتاء ونعاني ازمة نفط ، لم يسبق لها
مثيل ,فكانت كلما احتاجت الى سجر تنورها او تعبئة صوبتها صاحت:
* يمة دعبول الحكنا ..
يقف دعبول امام التنور
او الصوبة، ويبدا عملية التقطير المنظم حتى تنطلق النار عالية ..
اكتشفت نويرة مرة غراب
الامر ، عندما شاهدت الصبي يتبوّل على محرقة صغيرة للنفايات ، في راس الشارع ،كان
دعبول يلهو ويمرح وهو يزيد نارها اشتعالا ، بدأت نويرة رحلتها في مراقبة هذه
الظاهرة الغريبة ، خاصة وهي من الشخصيات المهتمة بتسجيل الظواهر الغريبة
ومراقبتها.حصلت نويرة اخيرا على عينة من بول دعبول ، وادخلتها مختبراتها
المتطورة وجاءت النتيجة :
* نفط
انتشر الخبر بسرعة،
واحتشدت النسوة امام بيت ام دعبول ، يحملن صفائح من مختلف الاحجام ، للحصول على
النفط ،دعبول وجدها لعبة مسليّة اعادت له توازنه النفسي المفقود من جراء اهماله من
قبل امه وذويه ، وراح يعمل بحيوية ومرح على تلبية احتياجات ابناء القطاع ،الذين
سعدوا بهذا الطفل المعجزة ، وهو يحل واحدة من اعقد ازماتهم ، التي لم يستطع السيد
بحر العلوم بكل شهاداته التي جلبها من لندن حلها .
جاء خنجر بقبعة سوداء
وبعقليته التجارية الاستغلالية، وعرض على ام دعبول مبلغ خيالي ، مقابل ان يستثمر
في حقول مثانة ابنها لمدة عشرين عاما، موضحا لها اهمية الصفقة التي تدخل في نطاق
خصخصة المرافق الحيوية جدا ، ومن جراء هذه الصفقة المريبة انقسم اخوال دعبول
واعمامه على احقية الحصول على الجزء الاكبر من الصفقة .
الاعمام قالوا بما انه
(ولد ) فهو بالضرورة من سلالتنا المباركة لذلك فان مثانته هي ارث
مشروع لنا وقد سبق لجدنا شدهان ان تبول نفطا اسود في العشرينيات من
القرن الماضي .
((ثلثين الولد من خاله
)) ،كانت هذه هي حجة الاخوال في الاستحواذ على ثلثي العائدات ، الامور لم تقف عند
هذا الحد ، حيث ان الاخوال من المجلس الاعلى ، فيما الاعمام من التيار الصدري
استعان الطرف الاول بالمرجعية التي اعلنت عدم تدخلها في الشان السياسي ، شريطة ان
تكون حصتها (الخمس) من الواردات مضونة ، اما الاعمام فرفضوا اي نظام فيدرالي
لمثانة الصبي وقالوا ان العائدات هي من حصتهم , وان دعبول ومثانته يقعان ضمن
مناطق نفوذهم ، اجتمعت الاطراف الاساسية ، واعني بها رؤساء الكتل والائتلافات
الرئيسية في الجمعية الوطنية، وقرروا ان عائدات دعبول ملك لكل ابناء الشعب
العراقي ، توزع بينهم بالتساوي ، واقترحت اللجنة الفنية المشكلة لاعداد مسودة
قانون دعبول ، على تركيب عدادات دقيقة على (بلبوله ) الذي يخضع لحراسة مشددة
من القوات الامريكية.
اشتبكت الامور وتصاعدت
حدة التنافس ، تدخلت شركات عالمية لدراسة الاحتياطي المخزون في مثانة دعبول وجاء
في تقرير هاليبورتون :
((ان الكميات المكتشفة
تقدر ب112 مليار برميل ، اما الاحتياطات المتوقعة فقد ترفع دعبول الى صاحب
الاحتياط الاول في العالم ،))
دعبول المحتجز في
المنطقة الخضراء برفقة امه ومربية امريكية ومجموعة خبراء ، هدد بايقاف الانتاج اذا
لم يترك حرا طليقا مع اصدقائه ، يسرح ويمرح في شوارع قطاع 41 ، ولما رفضت جميع
الاطراف تلبية مطالبه السخيفة وغير المسئولة ، كونه غير قادر على ادارة مثانته
بنفسه ،عمد الصبي الى اتخاذ قرار خطير ، وقام بتنفيذ قراره بعد ساعات ،حيث
اطلق العنان ل (صنبوره ) ليتدفق منه نفط مكرر يعتقد انه من نوع البنزين الذي
يستخدم كوقود للطائرات ، احترقت المنطقة الخضراء واحترقت المناطق المجاورة لها
،واستمر الحريق يتصاعد ولم تنفع معه كل محاولات الدول العظمى لاخماده بالطائرات
المروحية التي ملئت سماء العراق ,,
صرخت امه باعلى صوتها :
* دعبول ..يمة
كافي ..عساهن نفطات السود ،
اطلق دعبول المحاط
بالنيران ضحكة طفولية بريئة ، وراح يغني :
* بول بيها وتحترك
خليها