http://www.kitabat.com/i9824.htm

نوشة دوت كوم

9        تشرين الثاني 5200

كتابات - شلش العراقي

تطورت علاقة  السيدة نوشة بالتكنولوجيا تطورا تصاعديا ، فمنذ اقتنائها  (طابوكه) صارت تراقب الموديلات الداخلة الى العراق وتشتريها أول بأول ، حيث اشترت( الدب) وكانت أول من اقتناه في القطاع ،ومن ثم اقتنت الضفدع والدمعة والدمعتين ومر على يديها الكريمتين الشيخ زايد وأياد علاوي وبريمر والثعلب والصحاف والمارينز والفراشة والملك والكوبرا والشراع ، وهذه الأسماء أيها الأخوة  المغتربين  ادام الله بقاءكم هناك  مادامت العمائم  المباركة هنا ،هي  الأسماء الشعبية لموديلات هواتف  نوكيا في العراق..

نوشة جربت تلفون ابو  الكاميرا والكاميرا الفيديو و الكامرتين ،وتعاملت بمرونة مع البلوتوث، وكل مايخطر على بالكم من تكنولوجيا الاتصالات ، فالسيدة نوشة استحقت بجدارة لقب ( نوشيا) الذي صارت تكنى به تندرا من قبل مراهقي الشارع..

هذه الأيام ومع احتفاظها بجهاز ( آي –ميت)  لكنها لم تعد تعير اهتماما لأجهزة الهاتف النقال كما كانت في مضى ،إنها  منشغلة هذه الأيام بالكومبيوتر، فبعد أن  اقتنت (لاب توب)  لغرض التواصل مع أختها نوفة التي فضلت الإقامة في في قطاع 57 من مدينة مالمو  جنوب السويد ،بدلا عن قطاع 22 مدينة الثورة جنوب شرق بغداد، أصبح الماسنجر هو الوسيلة المفضلة للشقيقتين في إدامة هواية الغيبة والنميمة التي ورثتاها عن المرحومة (جرغد) أمهما التي توفيت ايام ضربة بوش الاب..

والماسنجر أخواني أخواتي كانت الطريق التي مهدت لنوشة دخول عالم الانترنت من أوسع أبوابه ، فهي الان تمتلك في قائمة الأصدقاء أسماء عديدة لنساء ورجال من مختلف الأعمار والجنسيات والثقافات فهذا سابالوا الاسباني  والذي تدلعه نوشة ب (فضالة ابو النسوان) وراجيش الهندي واولغا الروسية وديانا الفرنسية وميتاساوا البرتغالي (شناوة المسودن) كما يحلو لها أن تناديه و(الخالة نيتشه ) كما يناديها ولندسي الايرلندية وعوض اليمني وخصاونة الاردني وطوني اللبناني وسسن يان سن الصينية والى آخره من قائمة أصدقاء نوشة وكروبها المفضل ، فهي والشهادة لله لاتعرف أي نوع من أنواع التمييز بسبب العرق او اللون او الجنسية او المذهب فهي تعتبر الجميع  شيعة والحمد لله..

نوشة تخطط حاليا بمساعدة ابنة أختها التي تعيش في السويد لإنشاء موقع خاص بها  أطلقت عليه (نوشة دوت كوم )وغايتها من هذا الموقع هو دعم قضايا المطلقات في جنوب شرق آسيا ، حيث إنها سبق وان طلقت أربع مرات ولديها خبرة كافية في هذا المجال ..

وعندما طلبت إليها ابنة الأخت فكرة لتصميم الشعار قالت نوشة ببساطة (مرة تصرخ وشايلة صرة هدوم) وعن الشعار الذي تستهل به الموقع اكتفت نوشة بشعارها التقليدي ( إنا شبيّه وعرّس عليّه)..

الموقع حاليا تحت الإنشاء ، لكن نوشة بسيل مراسلاتها وايملاتها استطاعت أن تجمع تواقيع 28 ألف مطلقة من مختلف دول العالم والرقم في تصاعد..

انشغالات نوشة هذه ألهتها عن واجبات اجتماعية كثيرة كانت تؤديها تجاه أصدقائها وجيرانها الحقيقيين ، والذين أهملتهم تماما لصالح أولئك الافتراضيين الذي يعيشون في ( قطاع الماسنجر..)

صارت نوشة  تعتذر عن أداء كل الالتزامات الاجتماعية ، فهي تطالب بايميل عائلة أي متوفى في القطاع،  لتبعث تعازيها الالكترونية ،كما تطالب بايميل أي واحد من معارفها لديه أي مناسبة اجتماعية ، كالعرس والخطوبة والطهور او الخروج من السجن او النجاة من مفخخة قريبة والى آخره.. لقد فقدت التواصل الحي مع الناس واكتفت بالايميلات

أمس امتلأ بيت نوشة بمجموعة من العوائل التي قدمت من الكوت لخطبة ابنتها الكبرى من زوجها الثاني .. نوشة وبعد أن بادلت الجميع التحية طلبت اسم الشخص المعني بالخطوبة ، وأمام دهشة الضيوف  وارتباكهم جلست على الارض و فتحت اللاب توب ووضعت الاسم الثلاثي للشاب في شريط كَوكَل وضغطت:

* ( ابحث )

و على الفور جاءت النتيجة إن المسكين مشمول بقانون اجتثاث البعث وفقد وظيفته في دائرة صحة الكوت بناء على توصية اللجنة بذلك .

بهدؤ ملحوظ عملت نوشة( برنت آوت )على الصفحة التي ورد فيها اسم العريس ثم وضعتها بين يدي كبير العائلة الذي تنحنح بدوره وخاطب الجمع :

* عمو أمشونا إحنا خاطبين مرة لو فلوبي دسك ..

ابتسمت نوشة بأدب جم ثم استدارت نحو كومبيوترها وضغطت( شت داون).

 

shalash70@hotmail.com