http://www.kitabat.com/i9873.htm

خلافات سيّاسية عميقة بين حسونة ونديمة

11    تشرين الثاني 5200

كتابات - شلش العراقي

تعمقت الخلافات السياسيّة بين الجارتين حسونة مرة عطوان، ونديمة مرة جلوب ،بعد اعلنت الاولى تأيدها المطلق للسيد اياد علاوي، فيما اقسمت الثانية بانها لن تنتخب غير السيد الجلبي ، وكانت الخلافات بينهما فيما مضى اقتصرت على جوانب فنية ورياضية وحياتية اخرى ، بدأت عندما تبنت حسونة المطرب صلاح البحر كمطرب مفضل لها  ،برز في وقت كانت فيه نديمة تعد معبودة حاتم العراقي، والجميع بالمصادفة من نفس القطاع ، المطربان والجارتان، فكانت اغنية (ياراحلين وتاركيني) لحاتم العراقي تصدح ليل نهار في ارجاء بيت نديمة، و كانت اغنية ( وين وين تريد بية ) لصلاح البحر لاتكف عن التوقف في مسجل حسونة الحديث نسبيا ..ومن هذا الخلاف جاء عشق حسونة لسيارة السلبرتي ،التي يقودها صلاح البحر،بينما استبد الهوس بنديمة في عشق الاولدز، التي كان حاتم العراقي اول من ادخلها في القطاع .وكانت حسونة تعلن ولاءها المطلق لعائلة المرحوم بحر ، فيما كانت نديمة تعد عائلة مشحوت افضل عائلة في القطاع ، لانها قدمت عندليب العراق الاسمر حاتم العراقي..وتمدد الاعجاب الى تشجيع نادي الشرطة نادي حاتم المفضل من قبل نديمة،فيما تشجع حسونة بشكل اعمى نادي الطلبة نادي صلاح البحر المفضل,,

توسعت تدريجيا اختلافات وجهات النظر بين الجارتين على اشياء ليست من اهتماتهما ، فمثلا ابنة حسونة تقص صور المطربة  الشهيرة نانسي عجرم من المجلات وتعلقها على الجدران وابنة نديمة لاتترك صورة لهيفا وهبي دون ان تضعها على اغلفة كتبها ودفاترها ،والى اخره من الخلافات المتشعبة الاخرى

الغريب في هذه الاختلافات التي وسع فجوتها تاييدهما لعلاوي والجلبي ،ان الاولى  صارت تؤيد وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية سي اي ايه كونها تدعم الاول، وتؤيد الثانية وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون كونها تدعم الثاني، و من المعلوم انه عندما تختلف هاتان المؤسستان في شان عالمي تحدث الكوارث ، فما بالكم لو ان خلافهما انحسر في قطاعنا ، بل في شارعنا  ،بل بين بيتين فقيرين في هذا الشارع..

القصة على مستوى عال من الخطورة ، فالجيران المساكين صار بامكانهم في الايام الاخيرة  ،مشاهدة وفود ليلية تتوجه تناوبا بين بيتي الجارتين ، وفود لشخصيات  اجنبية مريبة بقبعات ومعاطف طويلة ونظارات سود تطرق باب حسونة ، بعد ان تطوّق سيارات الحماية المظللة مداخل القطاع ومخارجه ، وحالما تنتهي من اداء مهامها تعقبها وفود بملابس المارينز ،وضباط من ذوي الاربع نجوم يطرقون باب نديمة ، فيما القطاع مطوق بالهمرات والهمفيات وتحلق في سماءه المروحيات ..

وهكذاانتقلت خلافات البيت الابيض الى شارعنا ، واصبح الوضع لدينا ينذر بمخاطر لانستطيع حصرها والتكهن  بنتائجها ،ويشاع ان زيارات سرية للسيدة كوندليزا رايس والسيد رامسفيلد قد جرت في جنح الظلام للعائلتين وصرنا نشاهد سلوكيات غريبة من جارين عرفا بالتواضع وخفة الظل ومحبة المطربين ، فاصبح مستر جلوب زوج نديمة يرتدي نظارات سود مزودة باجهزة اتصال ويسلك الجانب البعيد عن الشارع العام في عموم تنقلاته ، فيما مستر عطوان الذي صار يرتدي بزة قريبة الى تلك التي يرتديها الجنرال ابو زيد ،يسلك في تنقلاته الطريق المعاكس لجاره جلوب

البيوت المحاذية لبيت جلوب من اليمين  فصاعدا ، ملئت  جدرانها بصور السيد علاوي وعينيه الطفوليتين ترقبان تحركات المارة ، فيما البيوت التي في الاتجاه الاخر ازدانت بصور السيد الجلبي ، وهو يوزع ابتسامته المعروفة على سالكي الطريق.

 الجهة المقابلة من الشارع  ،تخالفت عل صور معممة وملتحية للسيد مقتدى الصدر والسيد عبدالعزيز الحكيم  ،واصبح لدينا عمامتان سوداوان في جانب ، وصلعتان مباركتان في جانب اخر.

 العمامتان مختلفتان بينهما و كذلك الصلعتان  ، لكل عمامة انصارها ولكل صلعة انصارها ،وكما حرست الصلعتان بالبنتاغون والسي اي ايه ، حرست العمامتان بجيش المهدي وفيلق بدرومخابرات دول الجوار

ازدادت الامور توترا ،وصار البسطاء يمرون في الشارع وروؤسهم الى اسفل ، كي لا يظهروا اي انطباع علني يشي بمولاة  صاحب صورة من هذه الصور.

حسونة وضعت على سطح بيتها مكبرات صوت وتركت مطربة مصرية تطلق اغنيتها عاليا (يمة نعيمة نعمة .. خلي عليوه يكلمني)، و المقصود بعليوه هذا ايها الاخوة هو السيد علاوي ،وبادرت نديمة الى المثل وكانت اغنيتها من الفلكور العراقي( يا مطر يا حلبي بلل بنات الجلبي) ،

في الجانب الاخر اشتغلت هوسات من نوع اخر بين سماعات تصيح (كل الشعب وياك ياسيد علي) في اشارة الى السيد علي السيستاني الذي يلوذ بظله الانتخابي اتباع  السيد الحكيم وسماعات اخرى تصيح (مرعوبة اعداء السيد )، في اشارة الى السيد مقتدى الذي يعد الجميع اعداءه ،

في يوم الجمعة الماضي نصبت اربع منصات في الشارع ،ووقف خلفها اربعة متحدثين ،هم السيد انتفاض قمبر متحدثا باسم السيد الجلبي ، والسيد راسم العوادي متحدثا باسم السيد علاوي ، والسيد صدر الدين القبنجي متحدثا باسم السيد الحكيم ،وعبد الهادي الدراجي متحدثا باسم السيد الصدر.

تعالت اصوات المتحدثين وصراخهم واختلطت باصوات  سماعات االاغاني والهوسات المؤيدة  مع ظهور واضح لمختلف انواع الاسلحة ،وسط غياب حقيقي للناس ،الذين التزموا بيوتهم خوفا ولم يبارحوها  الا عندما سمعوا قرقعة عربة بيع قناني الغاز التي يجرها حماران، هرعوا صوبها رجالا ونساءا شيبا وشبانا  وهم يحملون قانينهم الفارغة ويهتفون باعلى اصواتهم

 

* بالروح بالدم نفديك يابو الغــــــاز

 

Shalash70@hotmail.com