http://www.kitabat.com/i8642.htm

 2  تشرين الأول  5200

قبل أن نبني العراق الجديد - علينا بالليفة والصابونة

كتابات - شلش العراقي

الشيء الممتع بمدينة الثورة  ،أنها تعيش بحبوحة أمنية ،واللهم بلا حسد غير متوفرة لباقي مدن بغداد ، ويتضح ذلك من انتشار المقاهي الشعبية على طول شوارعها الرئيسية الثلاث ،

طبعا المقاهي الشعبية، في المناطق الشعبية تحديدا، هي تجمعات ذكوريّة خالصة ،لذلك قليلون هم الذين يعتنون بمظهرهم الخارجي، فمع احترامي للجميع بما فيهم أخي وأولاد عمي ونسيبي وأصدقائي، الشباب شويّة وسخين ، ملابس رثة من البالات أو دشاديش في طريقها إلى أن تفقد ألوانها، رغم أن الأمور المالية تحسنت قليلا .لكن البيئة بمجملها وسخة ، وللأسف ،فنحن ناس جاء أهلونا من جنوب العراق  ونقلوا إلى العاصمة الكثير من أثاث القرى ،وخير مثال على ذلك الطليان والبطوط والبشوش و(الديايات)  التي تسرح وتمرح بيننا،ولا فرق بين حظائرها  واقنانها  وغرف نومنا,,

المفارقة إن اغلب المنظفين( الكنّاسين) في بغداد هم من أبناء مدينتنا البررة، أي منظفين ؟؟! هم  أنفسهم بحاجة إلى منظفين يشلعون طبقات الوسخ، المتراكم خلف آذانهم  حتى أسفل رقابهم الملحة.

ليس هذا إعلان مدفوع الثمن ،عن وساخة مدينة ،فبإمكانكم  أن تدققوا في ممثلي هذه المدينة في الجمعية الوطنية، مثل فتّاح الشيخ وعبد الكريم بخاتي، لتعرفوا علاقتنا الوطيدة بالدسم ,البعض سيقول لكم لاتصدقوا شلش العميل، فان أبناء الثورة من أنظف شعوب العالم ،ولكن انقطاع الماء والكهرباء، هو سبب هذه الطبقات التكتونية على رقابنا و(علباتنا),

هذا الكلام فيه شيء من الصحة، لكنه شيء ليس كثير, والدليل أن المصلين في كنيسة النجاة في الكرادة، ليس لديهم اشتراك إضافي بالماء والكهرباء، لكنهم يختلفون عن المصلين في جامع المحسن، حيث تقام صلاة الجمعة بمائة درجة.و المسألة لا تحتاج إلى مجهر لكشفها.

الحشود الوسخة التي تكتفي بالوضوء كبديل عن الاستحمام.هم للأسف أهلنا ..أهلنا المصرون على أن الحمام غرفة لامعنى لها في البيت الضيق.  .

المهم موضوعنا هو ليس النظافة بحد ذاتها، وإنما الوساخة بحد ذاتها..والذي قادني إلى هذا الموضوع هو المقاهي التي تنتشر في طول المدينة وعرضها,حيث جلست مساء أمس في إحداها وتذكرت أيام السبعينيات وحتى الثمانينيات، يوم بدأنا نتعلم أبجديات النظافة والأناقة,,كم كنا جميلين ونحن نتوجه جماعات إلى أبو نؤاس ,ونادي المصورين ونادي الإعلام ونادي النفط والعمال وباقي الأماكن الجميلة، لكن الطبع يبدوا مصرا على سحق التطبع .اليوم كل اللذين جلسوا قريبا مني في المقهى هم للأسف براميل قاذورات مع اعتزازي بهم  أصدقاء وأقارب .لكنها الحقيقة المرة, وعلينا أن نعترف بها

 لقد علمتنا الفضائيات، أن البشر في التلفزيون يختلفون عنا ,نساء روتانا نساء من قوس قزح، ونساؤنا على عفتهن وطيبتهن وللأسف، نساء من ((مطّال)).نساء وسخات، والمرأة الوسخة، انظروا إلى أطفالها وزوجها وبيتها وفراشها وأوانيها وباب بيتها,,

واكرر هنا إن موضوعنا، ليس النظافة بحد ذاتها، بل كنت أريد أن أحدثكم عن المقاهي وأهميتها  في حياة الناس، وما يدور فيها من حراك اجتماعي ،ولكن اعذروني الروائح الكريهة التي تسد انفي حتى هذه الساعة هي التي قادتني إلى هذا الحديث

أصدقائي وأحبتي يامن تلحون عليّ بالتواجد معكم في المقهى ,أنا موافق تماما ،ويسعدني ذلك ،لكن بشرط  واحد لن أتنازل عنه .هو تعهدكم الخطي أمام الكاتب العدل، بالاستحمام قبل المجيء إلى المقهى.وهو شرط ليس تعجيزي كما اعتقد إلا لمن تصالح مع روائحه الكريهة.

والكلام لايشمل البعثيين والبدريين والصدريين(ليس في المدينة تكفيريون ) لأنهم وسخون بالفطرة..

 

Shalash70@hotmail.com