والعريس .. علاوي .. والزافوف .. امريكا

عبد الكريم عبد الله

1 حزيران 2010

خرجت امس الثلاثاء تظاهرة صغيرة ضمت مجموعة من شباب الكاظمية المقدسة، تندد وتسخر بالسعي الاميركي لفرض العميل علاوي رئيسا لوزراء العراق، وعلى صغرها الا انها بطرافة ما قدمته، وفي مقدمتها  الهوسة التي رددها المتظاهرون (والعريس علاوي والزافوف امريكا) اثارت ضحك الجموع التي كانت تؤدي مراسم زيارة الامامين موسى بن جعفر ومحمد الجواد عليهما السلام وكذلك المتسوقين، بينما شارك المجموعة فرقة موسيقية وممثل  اصلع سمين يشبه علاوي تماماً وهو يهز كرشه على ايقاعات دمام الفرقة ويُحيي الجماهير التي وقفت على جانبي شارع باب المراد، ضاحكة مصفقة، بخلع وتحريك قبعته الاميركية التي يرتديها رعاة البقر في الهواء، وينحني على الطريقة الاميركية، في اشارة واضحة لعمالة علاوي للاميركان.

 

الاطرف في هذه التظاهرة انها ضمت ممثلين شبيهين لاوباما وطارق الهاشمي وصالح المطلك، طارق الهاشمي كان يرتدي طربوشا تركيا في اشارة واضحة لداعميه الاتراك، وصالح المطلك كان يرتدي عقالا اردنيا او سعوديا، وافراد الجوق الموسيقي كانوا يرتدون قبعات بريطانية.

 

تاتي هذه التظاهرة الطريفة بعد ان شاعت اخبار اعترف بصحتها  اعضاء من القائمة العراقية ولم تنفها السفارة الاميركية من ان واشطن تضغط باتجاه تكليف العميل علاوي برئاسة الوزارة، وكلمة العريس في الهوسة واضحة المغزى، والزافوف، اي من يزف العريس بينة هي الاخرى وترمز للتعميد الاميركي، او الفرض الاميركي، وباختصار  فهي تقول ان الاميركان هم عرابو علاوي او زوافيفه في عرس الوزارة.

 

التظاهرة كانت الفعالية الفريدة من نوعها في عالم الاحتجاج السياسي في العراق ولم يسبقها عمل مماثل في كل تاريخ الاحتجاجات والتظاهرات السياسية العراقية، ومن المؤسف ومن حسن حظ العميل علاوي ان الفضائيات العربية والاجنبية والمحلية لم تحضر هذه التظاهرة ولم تصورها، بينما كانت فرصة رائعة لكشف حقيقة الراي العام العراقي تجاه احتمالية تكليف العميل علاوي.

 

ونحن نظن ان هذه التظاهرة وبهذا الاسلوب الكاريكاتيري سوف لن تكون الاخيرة في الاستهجان العراقي لتدخل الاجانيد الاجنبية لدعم عملائها، وستحمل تظاهرات مماثلة هوسات اخرى باسماء شخصيات اخرى مع تطوير سيناريوهات حركتها وفعالياتها، ونحسب ان هذا النوع من الاحتجاج السلمي الشعبي، على قلة عدد المشاركين فيه، يحمل قدرة تاثير قوية جدا، فضلا على رمزية المحاكاة والكلمات والاشارات والحوارات، فمثلا كان الشخص الذي مثل دور العريس او العميل علاوي يصرخ في مكبر الصوت - انا بعثي عتيك - فيرد عليه بعد زعيق بوق على شكل ( عف.... ) عراقية - لا انت واوي عتيك - في اشارة الى براءة البعثيين من علاوي ومن لف لفه ممن يحاولون تزييف هوياتهم وخداع العراقيين .. الامر الذي جعل المتفرجين يضحكون بلا انقطاع.

 

وقد تناقل البغداديون الذين شهدوا التظاهرة الكاريكاتيرية هذه وقائعها في احياء بغداد الاخرى، وبخاصة الهوسة ذات الكلمات الموحية الصريحة، وقد صورها كثيرون  بموبايلاتهم، ونحن لا نخفي اعجابنا بهذه الفعالية  التي نرى انها عبّرت بدقة عن موقف الراي العام العراقي من العميل علاوي، ونظن ان زفته المهينة هذه ستنتقل الى بقية احياء بغداد والمحافظات.

 

ولسنا شامتين بعلاوي والمراهنين عليه، ولككنا نقول لهم بضحكة عراقية اصيلة وبسخرية  تنخر العظم والنخاع يوجهها اولاد الملحة ، لامكان للعملاء بيننا.