http://www.kitabat.com/i13220.htm

12   شــبــاط  6200

ليس بالضرورة ان يكون الشيعي شيعيا يا شلش

 

كتابات - محمود المفرجي

 

بالرغم من الوصف الجميل الذي وصفه الاخ شلش لليالي عاشوراء القديمة، والتي اعادتنا الى سنين ماضية كانت تسودها اجواء في غاية الروعة هي اقرب للاحتفال والانتظار بالنسبة الى اطفالها، واجواء تستحوذ على كبارها وتشيع بينهم الحب والوئام والبساطة والتلقائية والفطرة النظيفة الخالية من أي شائبة، بغض النظر عن الحزن الذي كان يسودهم

 

الا ان المقالة عموماً، وبعيدا عن ما كان يقصده الاخ الكاتب، قصيرة النظر من حيث تشخيص شيعي العقيدة وشيعي الهوية، ونظرته قريبة الى حد كبير للثقافة التي فرضتها امريكا والتي من خلالها رسمت الخريطة السياسية العراقية لتبني في قلبها ديمقراطيتها الطائفية التي شتتت هذا المجتمع المترابط، وزاوجت بين الاتجاهات بناءا على هذه الهوية، فهي اعتبرت، على سبيل المثال، ان المؤتمر والتوافق هم من الشيعة بالرغم من علمانيتهم، ووضعتهم في خانة الدعوة (باقطابه الثلاثة) والمجلس وبدر والتيار والفضيلة، بالرغم من اسلاميتهم, وغيرها من الاسماء الكثيرة والتي من الصعب ان تستوعبها ذاكرتي .

 

وبالرغم من هذا التشخيص، الا ان هذه المقالة اثارت في نفسي سؤال قديم كان يناغي عقلي ويحاكيه باستمرار، ويسأله هذا السؤال: هل انا شيعي بحق ..؟ لكي اكون انا من الفائزين وغيري من الخاسرين..؟ ولتقفز امامي ما ذكره اهل البيت بقولهم: ((إن شيعتنا من شيعنا واتبع آثارنا واقتدى بأعمالنا))، فهل نحن متبعي اثرهم ومقتدين باعمالهم. .؟

 

ان المشايعة والمتابعة لاهل البيت عليهم السلام تطبق لو كان هناك تطبيق، وهذا التطبيق يخضع لشروط في غاية الصعوبة قد لا تجدها عند احد من البشر، وان وجدت فهي خافية عن العيان، فالتطبيق معناه التشيع والمتابعة والاقتداء، وهذا يمكن له ان يكون مصداقا حقيقيا للتشيع والا فلا، ومن طبق فهو لا يمسه دعاء الحسين (عليه السلام) يا شلش، انما يمس من هو لم يشايع ولم يتبع ولم يقتدي، حتى لو كانت هويته تصرخ بتشيعها.

 

almifarji55@yahoo.com