http://www.almawsil.com/vb/showthread.php/128234-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AE%D9%88%D8%A7%D8%AA%D9%83%D9%85-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B5%D9%84-(%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%81%D9%8A%D9%81%D8%A7%D8%AA)?p=689066

14 أب 2014

رسالة من أخواتكم طبيبات الموصل

 

أسباب قيامنا بالأضراب عن الدوام في مستشفيات الموصل منذ البارحة 11-8-2014 من جراء انتهاكات رجال الدولة الأسلامية.

منذ أن بدأت الأزمة قبل شهرين من دخول المسلحين وسقوط الموصل ونحن مازلنا مستمرين بالدوام على الرغم من كل المعاناة و الخوف من الأشتباكات والقتال وبعدها نزوح العوائل وتركنا أهلنا للبقاء للقيام بواجبنا وبعدها ازمة البانزين وصعوبة المواصلات وانعدام الامن والقصف

ونحن في المستشفيات ولحد الأن بدون رواتب على الرغم أننا أسوة ببقية الموظفين اعتمادنا على الراتب فقط فليس جميعنا أخصائيين أو لديهم عيادة خاصة ..الخ. وعلى الرغم انه كان بامكاننا ذهابنا خارج الموصل وترك كل شيء وراءنا ...

كل هذا لم يهمنا ولم نفكر أبدا بترك عملنا لأننا نخدم أهلنا ومرضانا وهذا واجبنا الانساني نطلب أجره من الله فقط ..

أما اليوم ... فكان ولابد من الاضراب عن العمل بعد التجاوزات من قبل رجال الدولة الاسلامية، وسوف نتكلم عنها مطولاً، لكي يصل صوتنا لأهلنا في كل مكان وليس فقط بالموصل.

فمنذ أن بدأت حملة فرض الحجاب الشرعي حسب قولهم (ويضم تغطية الوجه واليدين) على نساء الموصل، على الرغم من أن الجميع يعلم أن نساء الموصل كلهن محجبات فلا داعي لهذا الكلام، ثم نزولهم الى الشوارع ومنع أي مرأة الذهاب لاي مكان بدون الخمار وطبعا مع الاهانات والتهديد؛

استمروا الان بتطبيقه على المستشفيات حيث قامو بحملة منظمة في جميع المستشفيات بالوقوف على أبواب المستشفيات ومنع أي طبيبة أو من الكادر النسوي الدخول الى المستشفى بدون الخمار وتغطية اليدين، وطبعا باسلوب التهديد والوعيد والاهانات والتجاوزات على الطبيبات،

وعندما قامت كثير من الطبيبات بمناقشتهم بالعلم والعقل، فكيف تستطيع الطبيبة القيام بعملها وفحص وعلاج المرضى أو إجراء العمليات أو غيرها وهي وجهها مغطى بالكامل لا ترى منه شيء ويديها مغطاة فإنها لا تستطيع اجراء الفحص فكان الرد هذه أوامر أتتنا من الشام وعلينا تطبيقها ونحن صرفنا 4 دفاتر لشراء الحجابات، فأجابته هذه الأموال أولى للفقراء وتوفير الحاجات الاساسية، لدينا ماء كهرباء غذاء أمان فالحياة واقفة تماما في الموصل بدل شراء الخمار وبناتنا كلهم ملتزمات بالحجاب الشرعي وكل علماء الدين أقروا أن تغطية الوجه واليدين ليست فرض والدليل بمكة يمنع تغطية الوجه لأداء المناسك وكذلك في الصلاة ..

طبعا الكلام بدون جدوى .. وكل طبيبة يروها يصرخو في وجهها ويهينوها، وعندما قالت احداهن عيب عليك تتكلم مع طبيبة بهذه الطريقة وأنا جاية أقوم بواجبي، فيقول لها بسخرية "وأذا طبيبة شنو يعني؟" أو يصيحها "ياولي أنتي!" وطبعا مع كلام بذيء لا تسمح أخلاقنا بذكره وتهديدنا باقامة الحد.

وهذا الاسلوب الاستفزازي جعلنا ندرك حقيقة الامر بأن السكوت والاستسلام لهذا الامر سوف يؤدي الى ماهو أعظم، فالذي يتصرف بهكذا طريقة معنا وتخويفنا وتهديدنا ممكن ان يفعل اي شيء! وخاصة أنهم وبكل وقاحة يسألون الطبيبة بعد حجة التكلم عن الخمار هل أنت متزوجة أم لا؟

وسألو كثير من الطبيبات عن أسماء وعدد الطبيبات الغير متزوجات في عدة مستشفيات ونفس السؤال عن تواجد البنات في قسم المختبرات في المستشفيات، اذا كنتم تأتون لتطبيق الحجاب الشرعي فلماذا هذه الأسئلة؟ والبعض منهم في احدى المستشفيات وصل لدرجة من الاستهتار ليقول لنا "المتزوجة تلبس اللون الأسود والعزباء أبيض" فمامعناها؟ وماذا تريدون من عندنا أن نستنتج من هكذا تصرفات؟

طبعا يجب أن نحمي أنفسنا منهم، ونحمي شرفنا ونعلن الاضراب، وهذا موقف لحماية كل نساء الموصل، وليس فقط الطبيبات، لأننا من خلال تعاملنا معهم علمنا ماهي أخلاقهم و أصبحنا على يقين بأن اصرارهم على ارتداء الخمار بهذه الطريقة ليس الا تعمـّد الاهانة والاذلال وحب السيطرة وليس من الدين في شيء.

وكذلك أدركنا أن وراءها شيء أعظم، وهو ليس الا بداية لتطبيق قرارات أخرى أعظم ربما قد نكروها مسبقا ... ((فنحن جميعا سمعنا بالاعلام عن الختان ونكاح الجهاد وغيرها وطبعا لم تحدث أبدا ولا حالة والحمدلله ونكروها في المساجد، ولكن نقول أليس هذه التعاليم من الخمار وغيرها كنا نقول كذبة والان بدئوا بتطبيقها؟))

ماهو الضمان لنا بعد اجبارنا بالاكراه والتهديد على لبس ما يدعون أنه الحجاب الشرعي بتغطية الوجه واليدين أن يأتي تنفيذ الأشياء الأخرى؟

فنحن لسنا مغفلين أو من الناس البسطاء اللذين ( قالو لبناتهم خوفا من أذيتهم "هو خمار البسيه أحسن من شرهم" )، فنحن نخاف من الاحكام التي تليها! وخاصة تكرار الأسئلة من قبلهم عن من هم الطبيبات الغير متزوجات! واالبنات في الكادر الصحي! (طبعا لأنهم مسبقا حرموا الوظيفة للنساء، فقط الصحة، فأصبحنا مجبرين على التعامل معهم )

مع الاسف وصلنا لدرجة التكلم عن هكذا أمور!

هل يعقل أن يأتي شخص متخلف جاهل لا يحمل أي شهادة ويهدد الطبيبة في مكان عملها!!

هل جائوا لتحريرنا كما يدّعون، بعد أن جعلونا نثق بهم، أم للتخريب، أم للتواجد في مكان تواجد النساء في الأسواق والمستشفيات واعتراض طريقهن والتكلم معهن بأستهتار أو تهديدهن؟

هل هذا من الأخلاق الأسلامية في شيء، أم نوع ثاني غير مباشر للتحرش بالنساء؟

لو أن أي رجل غريب تكلم معنا ماذا كنا نفعل فيه؟ ماذا يـُسمـّى مايفعلوه الأن؟

هل نحن في مدينة أم معسكر أم هي حب السيطرة واظهار القوة على العوائل والناس العزل التي لاحول لها ولا قوة؟

وسوف أكمل بقية الامور التي تحدث معنا لكي يعلم الناس أجمع ما تعانيه الطبيبات.

قبل أيام جائت الاخصائية الخفر للنسائية لأتمام الخفارة ولاجراء العمليات والولادات لاحدى المستشفيات المعروفة، لن أذكر أسمائهن خوفا عليهن، فمنعوها رجال الدولة الأسلامية من الدخول لعدم لبسها الخمار، فقالت لهم المرضى سوف يموتون لا أستطيع التأخر، فأجابها "خلي يموتون ما مهم".

هل أصبح لبس الخمار أهم من حياة المرضى؟ أي دين هذا؟

وبعد التوسل من قبلها ومن قبل المرضى لادخالها، سمح لها بالدخول هذه المرة فقط! وعندما بدأت بتحضير العملية الطارئة لحالة خطرة والإستعانة بطبيب مخدّر منعوها من اجراء العملية، وهذه المرة بحجة أخرى "لماذا طبيب سيعطي التخدير وليس طبيبة؟" وعندما الحـّت الطبيبة وحاولت افهامهه الاسباب (طبعا جاهل ما يفتهم) فقالت له سوف تموت! أتدرون ما كان الرد؟ "بالجهنم خلـّي تموت" فأجابته بعد ما أصيبت باليأس من المحاولة لأنقاذ المريضة قالت سوف أخرج وأترك العمل فلن أكون سبب بهكذا مهزلة وقتل المرضى. وهكذا هي الأخرى انظمّت الى حملة الأضراب.

أيعقل أن هؤلاء ينفذون الدين أو يعلمون شيء منه؟ هل الاستهانة بحياة المرضى لهذه الدرجة؟

للعلم فقط، في أغلب العمليات الجراحية في المستشفيات الكبرى فإن الاطباء المخدرين هم من الرجال، طبعا لقلة طبيبات التخدير، فهل مثلا منذ اليوم سنمنع اجراء عملية جراحية مهما كان نوعها للنساء وتركهن للموت اذا لم تكن هنالك طبيبة مخدّرة؟

وأمور كثيرة أخرى لا يسعنا ذكرها، وتدخلات صارخة لن نعد نتحملها، لأننا سنصبح مشاركين لهم في الخطأ.

ومن يضمن لنا أن بعض المجرمين لن يتنكروا بهذا الزي والدخول بيننا للقيام بالجرائم وهو متنكر بزي النساء أو قتل أو أعمال أخرى، كما حدث في سوريا عندما فرض هذا الزي على النساء؟

والأن نقول لكم، بأنهم هددونا ان لم نعد للعمل! سوف يفجّروا بيوتنا أو يصادروا أموالنا وممتلكاتنا ويحاسبونا نحن و أهلنا بالقصاص.

فاذا كان هذا العقاب لمجرد رفض لبس الخمار، فما الذي سيفعلوه اذا عصينا أوامرهم بأشياء أكبر ربما مستقبلا يطلبوها من عندنا؟؟

فليأتو ليفجرو بيوتنا منذ الأن قبل أن يتمادوا أكثر فأكثر، وربما قد تصل لدرجة المس بشرفنا!

لذلك نناشدكم بايصال صوتنا الى كل مكان، ليعلمو بأن ما نقوم به ليس الا كلمة حق عند سلطان جائر، ولم نقم بالإضراب الا بعد أن استنفذنا كل السبل ومنع ما سوف يجري من أحكام أخرى وتمادي أخر بعد تطبيق حجة الحجاب الشرعي!

وإن جـُبرنا على العودة للعمل، فنريد المساعدة لمنع ما قد يحصل لاحقاً من تجاوزات أخرى، وما خفي كان أعظم!!

وكل من سيقول أن هذا الكلام كذب، فليذهب ويسأل أي طبيبة ويتأكد من هذا الكلام! ونقول له مايحدث في الشوارع والاسواق من الاهانات للنساء والصراخ والتهديد باقامة الحد لهن والى ولي الأمر ومنعهن من الخروج من دون تغطية الوجه واليدين فليقل أن هذا كذب أيضا !!

ونقول لكم، اللهم اننا قد بلغنا اللهم فاشهد...وحسبي الله ونعم الوكيل..