گهوة الاجاوید ... يُقال أنها قصة حقيقية

 

في مدینة (الثورة/صدام/الصدر) ببغداد هناك مقهی شعبي یرتاده العاطلون عن العمل وبید کل واحد منهم کیسآ صغیرا فیه ادوات العمل! ولربما یستغرب القارئ الکریم کیف عاطلون عن العمل ومعهم أدوات العمل ...


ببساطة أن المقهی هو لملوم لرجال عاطلون عن العمل لا شغل لهم ولا مشغلة، وهؤلاء الاجاوید یلعبون النهار کله الدومنه والطاولي، وتراهم جمیعهم خسرانین عشرین استکان شاي أو مطلوبين خمسین استکان لآبو الگهوة، وهکذا ..


وبالگهوة عبد الحسین وعبد الزهرة ومناتي وخلف وراضي ویمثلون عدة عشائر فمثلا هذا من عشیرة بني لام والاخر ساعدي والثالث كعبي، وهکذا ...


"
عمي هاي گهوة الاجاويد ؟"ـ
"
أي عمي تفضل شنو قضیتك ؟ قتل ، ثار ؟ دعمه ؟"ـ
"
والله عمي ، أبني ساحگ فرد واحد ومن عشیرة ..... والرجـّال نايم بالمستشفی هسة .."ـ
"
عمي سهلة قضیتك ومحلولة بخمس ملایین!!"ـ
أستغرب الرجل: "أشلون محلولة وبخمس ملایین !؟"ـ
"
عمي دروح جیبلنا کوستر وتعال"ـ


ذهب الرجال یلهث مسرعا لکي یأتي بالکوستر وما آن وصل، وجد هؤلاء العاطلين عن العمل قد تغیّرت ملابسهم بسرعة البرق بالعبایات الرجالية والعگل، ومعهم شخص لبس بسرعة البرق صاية سوداء ولبس عمامة السادة وتقدم إمامهم، والاکياس التی فیها ملابسهم المدنية یترکوها عند الچایچي بعد ما یفضون شغلة الرجال ویتفاصلون.

 

ویبدأ الفصل في بيت المصاب .
أنطلق الکوستر لبیت الضحیة المصاب أبو سرمد،


"
خوية أحنا جیناکم وجبنا ویانا إبننا اللي دعم ابنکم ، وهذا قضاء وقدر وصار ، وشتامرون أحنا سدادة .. وهاي جایبین ویانا الشیخ عبد الزهرة الساعدي والشیخ راضي اللامي والشيخ سلمان ال فتلة والسید عبد الحسین الکعبي ونسمع منکم اللي تامرون بيه"


 )أشهد
ما بالله الاسماء اللي ذكرها كلها صحیحة...بس ما أگدر أشهد بأي شي ثاني(


یحتار أهل المصاب وسط هذا الجمع الکریم من "الشیوخ والسادة الافاضل" قد تجشموا عناء السفر ویمثلون أطياف متنوعة من عشائر العراق المحترمة .


أما ذوو المصاب وخاصة النساء یبدأن بالابتسامات فیما بین الجیران قائلات :
"
عینی لو تشوفین چم شیخ عشیرة جاي ویاهم وفوگاها جایبیین سید أبن رسول الله...إیگوللچ جايين بکوسترات أثنین... عیني نگدر نطلب منكم کراسي؟ الاستقبال مالتنا قپـّـط وعیب من الخطار والشیوخ .."ـ


یبدأ أخو المصاب قائلا:ـ
"
أهلا وسهلا بیکم وجیتکم علی العین والراس ومثل ماتعرفون أخویة صار له یومين بالمستشفی نایم وبرگبته عائلة یعیشهم "ـ


یقاطعونه: "حگم علینا ورگبتنا سدادة ، بس هالله هالله ترا هذا قدر ومکتوب وهذا الرجـّال یمکم أبو سایق التکسي وبرگبته سبع أیتام وأمه ضریرة وگاعد أیجار ، الله وکیلکم یومية صاحب البیت یرید یشیله من البیت "ـ


سکون یخیم علی المکان ویحتار ذوو المصاب یاتری کم یطلبون تعویض !؟


"
عمي ترا الفلوس تروح وتجي وأحنا راح نطلب تعويض 5 ملایین دینار ومثل ماتعرفون کلها راح تروح للادوية والمستشفیات والکراوي"ـ


یرد أحد الاجاويد : "عمي لخاطر جیتنا وجیت الشیوخ طیحوا ملیون...ولخاطر السادة طیحوا ملیون لاخ ولخاطر أیتام السايق طیحوا ملیون لاخ وهاي ملیونيين دينار لأخوکم أبو سرمد بالمستشفی وماراح نقصر ویاه و نزوره انشاء الله
وأحنا أهل ...."ـ


"
جیبوا شربت وشربوا الاجاوید"ـ


یرد أخو المصاب : "یابة والعظيم ماتطلعون ذابحلکم طلي ، صدگ چذب .."ـ


يرد أحد الاجاويد : "ولیدي إسمع: إن شاء الله نجیکم بالافراح والطلي واصل ، خلي جهال ابو سرمد یتهنون بيه .."ـ
"
أودعناکم"ـ


یرکب الاجاويد الکوستر منطلقين لمدینة (الثورة/صدام/الصدر) نحو الگهوة متقاسمين ماتبقی من الخمس ملایین ومعهم أبو السايق الذي دهس أبو سرمد ، قائلين :
"
ها عمي أشلون شفتنا ویاك؟هاي حلیناه وانحلت والحمد لله بخمس ملایین...مو زين مارادوا عشرین ملیون !؟"ـ


يرد ابو السائق : "ولکم عمي أني الممنون منکم وما آنسی وگفتکم ویاي ، تستاهلون أکثر من هالثلث ملايين ؛ الله یخلي الاجاويد وگهوتهم .."ـ


یذهب ابو السايق مرتاحا الى أهله بعد یوم شاق من الفصل والفصلیة والعطوة ولملمة الشیوخ.ـ

 

"ولک تعال خضیر ، چم استکان چاي تطلبني ؟ هاک هاي خمس تالاف وخمسمیة بخشیش مني... وجیب الزارات والطاولي وياك"ـ


وهکذا یبدأون الاجاويد رحلة عمل یوم أخر بلعب الدومنه والطاولي بأنتظار مفجوع قادم وملابسهم جاهزة ومصفطه بکیس النایلون يم خضیر الچایچي.ـ

 

(العبرة من القصة : اللي يريد يدور شُغل يلگي)