المساءلة والاجتثاث  على طريقتنا -  اسئلة على طاولة العميل علاوي

عبد الكريم عبد الله

5-6-2010

يخطيء من يظن ان  العميل علاوي ما زال يحظى  بدعم الادارة الاميركية، فالمحافظون الجدد الذين جاء بهم علاوي لاحتلال العراق والذين اعتمدوه  لتشريع وتقنين احتلالهم واعتمدوه عميلا ووكيلا للحكم بالنيابة، قد انتهوا  واجهز على وجودهم مع  ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية وبروز اوباما، الامر الذي ادى  كشف ظهره وبالتالي خوفه الدائم من التعرض الى هجوم  تشنه عناصر المقاومة العراقية، كابوسه الابدي، ما دفعه الى الرحيل الدائم الى لندن حيث تقيم عائلته وادارة كتلته (العراقية) من هناك بالتلفون، ولولا الانتخابات ونتائجها لما عاد الى العراق، ولم يعد الا بعد ان وظف شركة امن خاصة بريطانية لحمايته، فهو لا يثق بالعراقيين، ولا الومه على ذلك،  والسبب بيّن وواضح ولا يحتاج شرحا، كما ادى انقلاب الادارة الجديدة عليه الى شطب رواتبه التي كان يتقاضاها من سجلات  حسابات السي اي ايه، ومع ذلك فالرجل ما زال يعيش حلم الدعم الاميركي والحنين اليه بشكل مرضي يجعله يوهم حتى اعضاء كتلته انه مدعوم اميركيا، لانه يعرف ان لا قيمة له دون هذا الدعم، وان ما حققته "العراقية" من فوز ليس له فضل فيه قدر فضل صالح المطلك والنجيفي والهاشمي والعيساوي وبقية الرموز العربية السنية التي ارتضته واجهة لها  تماشيا وآليات نظام المحاصصة السارية التي تفرض ان يكون رئيس الوزراء شيعيا. 

 

والاميركيون لم يغيروا خيارهم الانتخابي الا نتيجة لان الواقع قد برهن لهم ان مصالحهم لم تتحقق باحتلال العراق، بل العكس هو الصحيح لان كلفة هذا الاحتلال يدفعها المواطن الاميركي من جيبه ومن دماء ابنائه، فيما تجني الارباح شركات المجمع الصناعي العسكري واربابها ومن بينهم اعضاء ادارة جورج بوش.

 

 ببساطة ، الشعب الاميركي، راجع مواقفه، ورأى الاخطاء وحاسب المسؤولين عنها.

 

المفارقة الكبرى، ان هذا الكلام، جاء في جلسة استدعت العميل اياد علاوي ، الرجل الذي جاء به المحافظون الجدد الى العراق، امام اعضاء الكونغرس الاميركي، والمفارقة الاكبر كانت فيما قاله علاوي وفيما ناقشته فيه القاعة. فقد بدأ كلامه بجرد قائمة  طويلة مما اسماه اخطاء ( المحررين الاميركان )، من حل الجيش العراقي  واجهزة الدولة الى الدستور الذي وضع في عجالة شهرين في سابقة لم تحصل في التاريخ بحسب قوله، الى حملة اجتثاث البعث، الى تدمير المؤسسات الوطنية.. الى.. الى ...وهو ما يكرره علاوي في كل محفل وكل حين حتى الان .

 

وجرد هذه القائمة في الحقيقة لا يمكن الاكتفاء بتسميته اخطاء،  فهي قائمة جرائم بكل معنى الكلمة، جرائم بحق الوطن تتفرع عن الجريمة الكبرى المتمثلة بالاحتلال، وهنا في هذه الجلسة  تباهى العميل علاوي بانه كان من اعترض على اطلاق مجلس الامن صفة الاحتلال على القوات المحتلة وانه طالب بتسمية القوات الاميركية  التي تحتل العراق  بالقوات متعددة الجنسيات ؟؟؟.

 

والسؤال هنا هو كالاتي: انت تعرف انه احتلال، والعالم كله يعرف انه احتلال، وفي مقدمتهم المحتلون انفسهم، واطلاق مجلس الامن على الوجود الاجنبي في العراق تسمية احتلال  تحفظ للعراقيين حقوقهم القانونية التي ترتبت على المحتل نتيجة احتلاله، وتعطي العراقيين اهم حق من حقوق الشعوب التي تحتل اوطانها وهو حق المقاومة المسلحة، فهل اردت باعتراضك ايها العميل  على توصيف الاحتلال وسعيت لاستبدال تسمية القوات المحتلة بالقوات متعددة الجنسيات وهي تسمية لا معنى لها اللهم الا اذا كنت تقصد ان تعطيها وظيفة حفظ السلام  بدلا من  وظيفتها الحقيقية، الاحتلال، لتنزع من يد العراقيين حق المقاومة الشرعي الذي اعترف لهم به حتى بوش نفسه؟؟  ام انك تجهل مغزى اعتراضك ومعنى مقترحك وتداعياته ؟؟ وهل هناك الا العملاء امثالك من يصفون الوجود العسكري للقوات الاميركية وحلفائها في العراق  بعد اسقاط حكومته  بالقوة وتنصيبكم انتم مكانها بغير الاحتلال؟؟ وهل ثمة عراقي لا يقول ان العراق محتل حتى يخرج اخر جندي اجنبي واخر عميل من الاراضي العراقية؟؟

 

وهنا تأتي المفارقة الثانية حيث انهمرت الاسئلة من القاعة، من ذلك النوع الذي يوجه الى اي رئيس وزراء عادي في مرحلة عادية، او الى اي زعيم سياسي في سياق سياسي عادي.

 

 ولم يسأله احد عن مسؤوليته عن تلك القائمة من الجرائم التي عددها في بداية كلامه.

 

ونحن نسال، ولم يساله احد عما اذا كان يجوز لمن كان في مواقع الحكم في العراق ووافق على كل تلك الجرائم ان يعود الان الى الحكم ويطرح نفسه منقذا؟؟

 

ونحن نسال، ولم يقل له احد ان الموقع الطبيعي لكل من ساهم في تلك الجرائم ان يكون في موقع المساءلة، في محكمة شعبية تحقق معه وتدينه ثم تقتص منه لا في موقع الحكم؟؟ ونحن نقول ونطالب بذلك.

 

و لم يسأله احد السؤال البديهي: الم تكونوا تعرفون وانتم تأتون بالاحتلال الاميركي انه سيفعل ذلك ببلدكم ؟ اذا كنتم تعرفون فانتم مجرمون ، وان لم تكونوا تعرفون فانتم لستم رجال دولة ولا تصلحون للحكم فكيف تريدون ان نرضى بكم حكاما ؟؟.

 

نحن نسال: فهل تملك ايها العميل علاوي اجابة ؟؟

 

وثمة سؤال: نستغرب كيف اجبرنا الظرف والوقائع على طرحه في هذا الوقت،  وهو سؤال غريب المحتوى بحد ذاته:

 

الا ترى ايها العميل علاوي خللا في الكيفية التي صرت بها  واجهة لاهل العراق من السنة العرب وانت العلماني كما تدعي ؟؟ ثم الا تسمع كم هو نشاز كريه صوتك على اسماع العراقيين وانت تهددهم بشبح الحرب الاهلية اذا لم تعط كرسي الوزارة وتكرره كل حين مع ان رفاقك في القائمة العراقية اوضحوا لك مدى الخسائر التي تلحقها بهم من خلال هذا التهديد ؟؟ بل حتى الولي الفقيه العراقي  السيستاني استقبح تهديدك وانبك عليه علنا  وبحضورك ؟؟ الا ترى انك بذلك تتبع اليات المحاصصة الطائفية  ذاتها التي تدعي انك ضدها ؟؟وانك تعمل على ابطالها ؟؟ احسب ان كل ( مؤهلاتك ) تلك هي التي منعت زميلك السابق في كلية بغداد ورفيقك اللاحق في خدمة السي اي ايه في الغرب  ثم في جوقة الحكم بالنيابة في العراق، العميل احمد الجلبي من وضعك في قوائم الاجتثاث الخاصة به وبمراجعه في طهران وواشنطن ، لكننا نخبرك صراحة انك واحد من الذين وضعناهم منذ الايام الاولى لوصولك في خانة المساءلة والاقتصاص والاجتثاث الخاصة بنا .