http://www.kitabat.com/i16968.htm

5   حزيران 2006

الى شلش العراقي

 

كتابات - علي حسن الساعدي

 

منذ فترة ليست بالقصيرة ونحن نفتقد كلماتك المثلى وحروفك العراقية النبيلة، لكنّ الفراق يطول ويدك الكريمة ما عادت تغطي جرح العراقيين وتضع في قمتها الدواء الناجح، منذ فترة ونحن نترقب عباراتك التي ادخلناها في صحن الفطور نستعذب منها الحقيقة ونتلذذ بطيبة لبنها،

 

لكن الصراحة المؤلمة ــ على ما يبدو ــ أمسكت بمعاول الهدم كي ينهار الصدق، ويلتئم التخلف وتعمّ الفوضى ويسكت الحق، فأننا نعرفك ابنا بارا لوطنك تحترم فكر الآخر وان كان مخالفا لما تؤمن به، لكنك تقف بالمرصاد لمن يتخذ الاسلام الحنيف ذريعة لهمجيته وقتل الشرفاء من ابناء هذا الوطن،

 

انت على الضد ممن وضع نفسه قاضيا بليدا لأعدام الابرياء، ففكر القتل قد استشرى والحياة اصبحت محفوفة بشتى انواع المخاطر، فلا يمكن ازالة الخوف او استبعاده بقرار رئاسي او بأمر من مجلس الوزراء لأن اصحاب القرار هم من الاميين الذين لم يجدوا وسيلة للاستعلاء غير القتل والخطف وانتهاك الحرمات، فأقنعوا فقراء القوم ان يكونوا عونا لهم وجعلوهم يدينون بالفكر الذي يؤمنون به بذرائع يستهجنها المثقف ويستهزيء بها من كسر عظم الامية،

 

فالدولة مطلوب منها ان تنشر بساط المعرفة لكي يبصر من أغوتهم جنة ( الامراء ) ليرى الحقبقة ويدين بمبدأ الصدق وهو عمل مضن وسلوك صعب لكن لا مفرّ منه، ولا يمكن ان نرجو خيرا من أغلق دماغه على تحريم أكل الصمون والماء البارد والحلاقة وغيرها من امور كثيرة فيتقبلها المسكين ويدافع بضراوة عمّا يفكر،

 

نريد يا سيدي عباراتك النبيلة وفطورك الذي لا ينضب، نريد تعرية اصحاب الذمم الرخيصة والقلوب العفنة الذين ارسلهم القدر لقتلنا بعد ما عجزوا من تحقيق امنياتهم المريضة بالطرق السوية و شيدوا قصورا في بلاد الغرب كما أتخمت مصارف الاجانب من العملة التي سرقوها من كدح العراقيين وخطف أبنائهم وانتهاك حرماتهم، فلا زالت الطريق وعرة تحفها المخاطر وتؤطرها الجريمة، نحن بانتظار كلماتك باللهفة الكبرى .

 

3/6/2006