الاستاذ الدكتور عماد خدوري المحترم

تحياتي وتقديري 

بعد اطلاعي على المقالة المنشورة على موقعكم للدكتور الانصاري حول التلوث باليورانيوم المنضب، اود ان اوضح لحضرتكم والآخرين ما يلي:

1. موضوع تحديد افضل مواقع لردم النفايات الصناعية الخطرة والمشعة مُـنجز منه مرحلتين من ثلاث مراحل منذ عام 1998، حيث تم تكليفي لإعداده من خلال قسم الهندسة البيئية في جامعة بغداد بكتاب من مجلس الوزراء، بعد ان انجزنا مع منظمة الطاقة الذرية العراقية تحديد مواقع التلوث الاشعاعي في المناطق الجنوبية بالإحداثيات الدقيقة واقترحنا جمع الاليات الملوّثة وردمها في مناطق عزل خاصة.

لقد استغرقت هذه الدراسات اكثر من اربع سنوات نشر منها القليل في مجلاتنا العلمية باللغة العربية والانكليزية. لقد تم منعنا من النشر انذاك الدكتور سامي الاعرجي وكيل وزير الصناعة ومنسق  حكومة العراق مع لجان التفتيش الدولية، والذي عرفنا لاحقا لماذا كان يمنعنا من النشر، عندما تبين بعد الاحتلال انه كان ينسق مع وكالة المخابرات الامريكية ضد العراق وشعبه وحكومته.  لقداعتمدت وزارة الخارجية العراقية في هيئة الامم المتحدة دراساتنا حول التلوث الاشعاعي باسلحة اليورانيوم المنضب للمطالبة بحقوق العراق جراء هذه الكارثة البيئية وكان من ضمن فريق البحوث  معي الاستاذ الدكتور بهاءالدين حسين معروف رئيس قسم البيئة الاشعاعية في منظمة الطاقة الذرية  والاستاذ الدكتور مقدام محمد صالح  رئيس قسم الهندسة النووية في كلية الهندسة في جامعة بغداد. لقد قمنا بانجاز 12 بحثا  موقعيا حقيقيا مع قراءات حقلية وفحوصات مختبرية واجراء حسابات وتقديرات للجرع الاشعاعية للسكان في جنوب العراق.

2. الدكتور الانصاري، الذي كتب في تقريره المنشورعلى موقعكم انه لم يتم اتخاذ اي اجراء حول موضوع محاولة التخلص من هذه النفايات، وهو يعلم جيدا بان هنالك دراسة تفصيلية بتقرير فني لاكثر من 90 صفحة مُـنجزة  وموزّعة على الجهات ذات العلاقة بالنفايات الخطرة. يعلم ذلك لاننا كنا نلجأ لكلية العلوم، عندما كان الأنصاري رئيس قسم فيها، لتسليمنا بعض الخرائط المهمة التي اعتمدناها في عملية المسح (وتسقيط) المناطق على مراحل وفق محددات ومعايير معروفة عالميا لمثل هذه المناطق والتي ذكر بعضها في تقريره، كما واننا كنا نطلب منه مساعدين يعملوا معنا عندما ارسل لنا مشكورا طالبه النجيب ( قصي السهيل ) نائب رئيس البرلمان الحالي.

لقد تم اختيار ثلاث مناطق بمساحات محددة لردم هذه النفايات خلال المرحلتين الاولى والثانية . ثم الاتفاق على اختيار احداها بعد اجراء الفحوصات الموقعية للمناطق المقترحة وذلك لاختيار الانسب منها وفق معايير اضيق وادق في المرحلة الثالثة. كما وطلب منا تحديد تقنيات التخلص والردم لكل نوع من النفايات الخطرة موضوع الدراسة لان اختصاصي هو نمذجة انتقال الملوثات الخطرة والمشعة من هكذا مواقع. والغريب بالموضوع ان الدكتور الأنصاري في تقريره عام 2014  اشار للمناطق المناسبة للردم  (بشكل عام) لنفس المناطق التي حددناها في دراستنا منذ اكثر من 16 عاما بدون ان يشير ان هنالك دراسة سبق وان اختارت نفس هذه المناطق؟

3. لقد كان المشرف على مناقشة ومتابعة انجاز المشروع معنا العالم الاستاذ جعفر ضياء جعفر الذي كان يدعوا المختصين في لجنة نقل العلوم والتكنلوجيا التي تشكلت لاحقا لمناقشة مخرجات العمل في المشروع.

4. تستطيعون التأكد من المعلومات اعلاه بالاتصال بالاسماء المذكورة اعلاه كما اني اكتب اليكم في ادناه عنوان البحث الموجز الذي نشرناه للمرحلة الاولى فقط من التقرير الفني للدراسة منذ عام 1998 لاننا كنا لانستطيع نشر مثل هذه المواضيع الا بموافقات خاصة، واستعدادي لارسال هذا البحث الموجز لحضراتكم للاطلاع على التفاصيل العلمية الدقيقة التي اعتمدناها في عمليات فلترة المواقع.

 

اخيرا وسبب كتابتي اليكم ،

انا اعلم ان القيم والاخلاقيات والمصداقية العلمية في العراق طمست الى الحضيض بعد الاحتلال واثناء حكم المليشيات الذي اراد ان يظهر للعالم اجمع ان الحكم الوطني في العراق لم يفعل شيئا تجاه معاناة الشعب، وخاصة بعد قيام اميركا بجريمتها الكبرى بتدمير كل ما له علاقة بمنجزات الحكومات الوطنية في العراق؛ ولكن الذي لا افهمه لماذا يتم وبشكل مُـتعمد إلغاء الجهد العلمي لمئات الاساتذة والباحثين الوطنين اللذين شُـردوا او تم اغتيالهم او لا يزالون قابعين في سجون المالكي العفنة، وكيف يرتضي زملاء لنا في الجامعات العراقية بسرقة جهودنا العلمية التي، ويشهد الله، اننا قمنا بها محبة لوطننا واهلنا في وقت الحصار الاقتصادي الذي هربت خلاله معظم الكفاءات العلمية للخارج؟ 

تحياتي وتقديري العميق لجهودكم الكبيرة في كشف الحقائق التي حجبتها ماكنة التضليل الاعلامي للاحتلال وطبيعة المرحلة التي يمر بها وطننا العزيز.

د. سعاد ناجي العزاوي 

استاذ مشارك في الهندسة البيئية

7. Souad N. Al-Azzawi. “Selection of best hazardous waste disposal sites in Iraq using environmental constraints mapping  techniques”.

Journal of Arabic Universities Association for engineering researches and studies. Volume 5, No.1, 1998.