http://www.kitabat.com/i38272.htm

 

 

لست شلش العراقي ولا شلشة العراقية

علي السوداني
30 نيسان 2008


قبل سنتين او نحوهما شاع على جدر النشر الألكترونية ، اسم كاتب ساخر ضحاك فيه من التنكيت والتطريب والأسعاد والفهم والعلم أزيد من نقيضات هذي الموصوفات البديعة . الكاتب الضحّاك لم يكن معلناً – مثل الذي يحدث في طبخة نائب الفاعل – بل كان ملثّماً ومدثراً ومقبعاً ومذيلاً طقاطيقه ومسعداته بأسم بديل طريف مستعار من قاموس ومنجد التضحيك الشعبي . ألولد كان أسمه " شلش العراقي " وقد توارى خلف هذا المسمى اللطيف لغاية في نفسه قضاها كما أرى وأفهم وأفسّر . وعلى وقع فاصلة " جيب الليف ودّي الليف " أنسحب شلش كما ماء من تحت تبن وذاب كما فص ملح فتهاطلت على بريدي الالكتروني المعلن ، رسائل ومكاتيب وامنيات وأدعية ودعابات حلوة ومشاكسات أخوية مرحة ورنانة طنانة من مثل " وينك عمّي شلش " و " شلش ، هل اكلت البزّونة لسانك " و " أنت جبان ان هربت الآن " وعندما زجت الحكومة الخضراء بأسمي الصريح في قائمة مطلوبين مشهورة ، وقع عتب مرير بين صاحب طيب لي من سكنة لندن ، كنيته الحركية " أبو محمد " وبين رجل من أهل برلمان " أبو شكرية " المعروف ، أذ كان صاحبي من الزعلانين المستنكرين تلك العملة حتى ردّ عليه رجل البرلمان بأن علي السوداني هو شلش العراقي الذي شلشَ الناس وأقام الداس وسمط الراس وحرض القوم على قتالنا وقتلنا ، لذا حقت عليه دمغة الأرهابي وأيضا اللعنة . في ردودي على السائلين ، الأعداء منهم والأحبة ، كنت أذكّرهم بأن شلشاً يكتب بلغة شعبية دارجة ويتجول في شوارع وساحات مدينة الثورة التي اسمها اليوم مدينة الصدر وكانت قبل اليوم تحت تسمية مدينة صدام ، فمرة تراه جوالاً جوّاباً في شارع الفلاح وثانية في ساحة خمسة وخمسين واخرى في الداخل ورابعة في الجوادر وخامسة مندساً بين متسوقي ومتسوقات سوق مريدي وأن للولد شلش ذاكرة طرية نارية وذلك يجيء من قوة المعايشة وقرب المنظر وسخونة الواقعة ودقة المعلومة وأصل المسألة وفصل المعمعة وأنا كما تدرون اعيش منذ أزيد من ربع عمري في عمّان فكيف يستقيم ما انتم أليه قد ذهبتم وشككتم وتسولتم وتوهمتم ؟ فتأتيني أجابات معطرة ومصرة على الحب العظيم ومرجعيتي الشلشية المفترضة ، بل ان واحدة عراقية طيبة حلوة تسكن قبالة جزيرة طنب الكبرى من أطيان وأمصار دولة الأمارات العربية ، قالت لي بلغة مغناج مدهشة " عيوني علاوي ، ليش متجوز من هاي الكلاوات ، أنت شلش وسرّك في بطن بئر سحيقة " !!


قلت لا وألله يا صويحبتي اللذيذة ، انا لست بشلش ولو كنت كذلك لأسررتك وبرّدت قلبك وطيبت خاطرك ، فلما وجدتني البنت الجميلة على قوة النفي الشلشي مقيم ، طلّقت صداقتي بالثلاث وجعلتني أبكي كما طفل غض عادت أمه من السوق وفي سلتها دجاجة ترزق فأنزلت السلة من فوق رأسها الدائخ فنطت الدجاجة في باحة الحوش وراحت تجري وتوقوق في محاولة متأخرة لتخليص الرقبة من واقعة ذبح حتمية ، فهرولت الوالدة وخلفها الوالد وانقضّا على الدجاجة وذبحاها على الطريق القويم ، ومن ذلك اليوم المتعوس ، صار بين الولد المقهور وأكلة الدجاج ، جبل من نار ، فإنتقم من أمه وتزوج أمرأة ثوبها فوق الركبة وخشمها مزروع في السماء ، بعدها أخذ ثأر الدجاجة المذبوحة من أبيه القاسي فصار يتعارك ويتطاوش ويتلاسن مع الناس بغير حق ويفرح ان قالوا له " انت كلب أبن سطعش كلب " !!


شلش صديقي : ـ
ان كنت ما زلت مسجلاً على ذمة ألأحياء ، أرجوك ، انزع قناعك واقتل الفتنة .