http://www.kitabat.com/i69408.htm

8   نيسان 2010

السيد وزير التعليم العالي .. ماهكذا يكرم العلماء

كتابات - د. حامد علوان

اقامت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حفلا لتكريم علماء العراق المتميزين يوم السادس من نيسان في الجادرية ، وقد دعت الوزارة الاساتذة المتميزين من كافة جامعات العراق . وعلى الرغم من كون هذه المبادرة التفاتة تستحق الثناء الا ان السيد الوزير لم يوفق في تكريم من اراد تكريمهم .

ان تكريم اي عالم على هذا المستوى لابد ان يكون مفخرة له وشيئا يعتز به مدى الحياة وهو جائزة معنوية كبيرة يضعها العالم وساما على صدره كما يضع العسكريون نياشينهم التي يتفاخرون بها . ان اي استاذ وصل الى هذا الحد من الاجتهاد والمثابرة بحيث استحق تكريما على مستوى البلد لابد ان يكون مثالا يحتذي به الآخرون من زملائه كي يصلوا الى ما وصل اليه كما انه حافز له ايضا كي يستمر في اجتهاده ولارتقاء الى درجات اعلى في سلم العلم .

 لقد أسمى الوزير يوم تكريم العلماء بيوم العلم وأختار له تأريخا زاهرا هوم يوم تأسيس المدرسة المستنصرية في بغداد وكلنا يعرف دور هذا الصرح العلمي في ذلك الزمان . وكان من الطبيعي ان يكون التكريم على ذلك المستوى من الاحتفاء ولكن ما صدم اولئك المكرمين تلك الهدايا التي أتى بها السيد الوزير . ما يزيد على ثلثي المكرمين حصلوا على هدية السيد الوزير والتي هي جهاز بحجم كف اليد لتشغيل الافلام والالعاب (دي في دي) ، نعم الالعاب ، وفي داخل العلبة تجد سي دي يحمل لعبة اطفال وعصا التحكم باللعبة (جوي ستك ). اليس هذا استخفافا بشخصيات العلماء الذين كابد الكثير منهم عناء السفر من الموصل والبصرة الى بغداد ليحظوا بيوم ظنوا انه سيكون خالدا في حياتهم . لقد كان الاولى بالوزير ان يكتفي بمنحم الشهادات التقديرية وحدها دون ان يهينهم بجهاز معد للمراهقين والشباب لشغل اوقات فراغهم . واذا كان لابد من تقديم هدية ما اليس من الاولى ان تكون تلك الهدية شيئا يفيد العالم في مسيرته العلمية ويعينه في عمله . وحتى اولئك الذين عدتهم الوزارة في مصاف الاوائل من العلماء فقد كانت هديتهم جهاز لاب توب بحجم كف اليد وكأن الاجهزة الاعتيادية اكبر من استحقاق العلماء الذين لم يكونوا بالاصل في حاجة لمثل ذلك الجهاز . نقول لمعالي السيد الوزير انك اصبت العلماء بصدمة حين اعطيتهم جهازا لتشغيل افلام الفيديو والالعاب ، وماكنت تحسبه تكريما صار اهانة واستخفافا بعقول اولئك الذين انتقتهم الوزارة كأفضل علمائها . أما اذا افترضنا حسن النية وان لجنة ما في الوزارة هي من اشترى تلك الالعابو لم يكن الوزير يعلم بأمر تلك الهدايا فهذه طامة كبرى وعلى السيد الوزير معاقبة اولئك الموظفين والاعتذار لاولئك العلماء عن الاهانة التي تسببت بها الوزارة .

hamidalwan@yahoo.com