عــبــادة الايــتــام

 

كتابات - شلش العراقي

 

الايتام ايها الاخوة في كل المجتمعات اذا كانوا قاصرين يعيّن عليهم اوصياء يقومون على رعايتهم حتى بلوغهم سن الرشد ،  واذ كانوا منقطعين من شجرة فيودعون في دور الايتام ليتلقوا الرعاية الكاملة ، هذا هو ما يجري في كل بلاد الله العريضة باستثناء  العراق ، فان الايتام عندنا يرثون الارض ومن عليها ويصبحوا هم الاوصياء على رقابنا ومصائرنا وثرواتنا حتى لوكانوا قاصرين فكريا بل وحتى لو كانوا معتوهين او مخابيل ، فهناك حشود ضخمة تتبع مقتدى الصدر مع كامل معرفتهم باميته وسذاجته السياسية  لا لسبب سوى انه يتيم يكسلر الخاطر وابن رجل دين ومصلح اجتماعي  عظيم . وهذا الامر ينسحب على عبد العزيز ابن  محسن الحكيم الذي بامكاننا ان نظيف له بالاضافة الى صفات صاحبه انه مجرم وحقود وعدائي وجشع وسارق بالفطرة ، ولكن اتباعه مع معرفتهم بهذا يقولون لك انه يتيم، انه ابن السيد محسن الحكيم . شنو الجادرية قحط ، والذين نصبوا حارث الضاري امينا عاما على هيئة كان يفترض بها بث الرحمة والتاخي اقتداء بسنة النبي يقولون لك ( اما التيم فلا تقهر )،انه يتيم ، انه ابن الشيخ ضاري ، مع ان ملامح وجهه البغيضة وحدها تعد سببا كافيا للشحن والاحتقان الطائفي ، فهو من غلاظ القلوب الاجلاف الذين وصفهم نبي الرحمة (ص) . ومرة قلت لاحد الليبراليين ان السيد عدنان الباججي رجل دبلوماسي عريق ولكنه ليس سياسيا محنكا  صرخ بي :

 

- اسكت بابا  انت ليش جاهل  ، خطية هذا ابن مزاحم الباججي . تخيلوا ايها الاخوة ان الاخ ينظر الى عدنان الباججي كيتيم يجب تدليله وهو في التسعين من عمره ، هل رايتم في حياتكم يتيما في التسعين ، للاسف الشديد اصبح لدينا في العراق ايتام من كل الاعمار .

 

وحديثي عن الايتام هذا اليوم اخواتي اخواني الاعزاء ليس دعوة لتأسيس دور للايتام الذين اصبحوا بالملايين  او لجمع التبرعات لهم من تجارنا الجشعين البخلاء . كما انه بعيد عن ايتامنا المعممين والمعقلين  الذين خربوا اجمل بلد وحولوه الى دار ايتام كبيرة تنوح فيها الارامل والثكالى . وانما لدي حديث خاص عن يتيم خاص هو اليتيم المخضرم مسعود البرزاني الذي يركض وراءه احبتنا الاكراد بعامتهم ومثقفيهم مع كامل معرفتهم بغباءه وبلادته وعنجيته الفارغة ، لا لشيء سوى انه ابن الزعيم ملا مصطفى البرزاني . فهذا اليتيم لايختلف عن ايتامنا كثيرا حيث انه  لم يرث من ابيه السمعة النضالية الطيبة والعناد الاسطوري والعراقية الفذة انما ورث عنه الارض  ومن عليها . فهو وزمرته مجموعة لصوص يسكنون في منتجعات فارهة وتتكدس ارصدتهم في بنوك العالم فيما يتضور الشعب الكردي جوعا وتنهشه البطالة والقمع وانعدام الحريات ولاادري كيف ينتخب شخص مثله في مجتمع عدد المثقفين والمفكرين والتكنوقراط فيه يكفي لادارة دولة كبيرة .ولكني عندما اتذكر ان الكاكا يتيم راسا ينكسر خاطري واكوم ابجي اكول خطية خل يعيش  .

 

اليوم اصدر اليتم المدلل قرارا منع فيه رفع علم العراق على شمال الوطن ، وانا هنا لاادافع عن سمعة علم رواه ابناء العراق الشرفاء بدمائهم وجرعوا السم لمن اراد ان ينكسه على رؤوسهم ، ولكن اتساءل ماهو موقف المواطن الكردي جلال الطلباني الذي يعمل رئيسا لجمهورية العراق ويتحرك تحت ظل هذا العلم ،ماهو موقفه عندما يريد ان يقظي اجازنه في السليمانية او يزور محافظة دهوك  التي يغيب عن سمائهما علم بلاده . كيف سيقول لجيرانه في دوكان :

- كاكا انا رئيس جمهورية عراقية .

وكيف سيجيب على اسئلة جيرانه :

-       كاكا هازا جمهورية عراقية وين يسير ( اين تقع)

 

الوقائع التي بين ايدينا تقول ان كاكا مسعود ضرب كاكا جلال بوري ابو الاربعطش انج وجعله  يمشي  نص رئيس جمهورية ونص خرنكعي .

 

لست ضد رغبة الشعوب في تقرير مصائرها واختيار رموزها فهذا حق منحته السماء ومنحته القوانين الوضعية لكنني في هذا المقام ضد نفاق وازواجية كاكا مسعود الذي قلت في مناسبة سابقة انه وتحت هذا العلم جاء بالحرس الجمهوري بالاتفاق مع صدام لضرب خصمه الطلباني الذي كان يقود نصف الاكراد انذاك ..لماذا لم يطلب حينها من صدام بقاء العلم العراقي خارج اربيل لانه لايعترف بهذا العلم  ،  لماذا لايطلب ذلك من صدام  لكي يقوم   صدام  بتعليقه على العلم نفسه وفي اربيل نفسها.

البرزاني كذاب ودجال وغايته ليست حقوق ابناء قوميته والا لماذا يتركهم في العراء ويسكن مع اعمامه البرزانيين في منتجع صلاح الدين الاسطوري محاطا بحرسات شديدة حسب وصف احد الدبلوماسيين الغربيين غير مبال بصراخهم ونحيبهم . هل يعتقد ان مشكلتهم هي تغيير الوان العلم ام الفقر والحرمان والمعاناة التي تتفطر لها صخور جبال كرده مند شفقة ورأفة.

 

نلتقيكم في حديث اخر عن يتيم اخر يضاف الى جوقة الايتام الذين يعيثون فسادا في دار الايتام الكبيرة التي كان اسمها جمهورية العراق .

 

Shalash70@hotmail.com