الأستاذ كريم النوري، رئيس تحرير صحيفة بدر المحترم

لم أفكر في إجابة رسالتك الخاصة لي إلا  بعد أن قرأت مقالك في موقع  كتابات (شلش يشتمني واعتز به لأنه يكتب بضميره) وتحت اسم كريم البغدادي. للأمانة والحق، أقول لك إنني إرتبت من الرسالة عندما وصلتني في الايميل ولم اصدّق إن ( بدر) وإعلام ( بدر) يكون بهذا المستوى الراقي. ولأنني ابن الشارع العراقي فأنني اسمع عن( بدر) ما يسمعه الآخرون، وليس لدي أية معلومات خاصة او سرية وإنما أتكلم بلسان الناس. (بدر) تقتل وتغتال وتصفي خصومها وخصوم إيران. هذا ما يقال، والحقيقة ليست لدي أدلة دامغة على ذلك وان أميل الى تصديق ما يقال. ومن هنا أريد أن أقول لك، إذا كان الشارع متوهماًً وساء الظن بكم، فالمشكلة فيكم وليست فيه، لأنكم إما أن تكونوا كما يظنكم الناس او أنكم  لم تحسنوا تقديم أنفسكم إلينا بعد غيبة طويلة عند جارة هي موقع ريبة، وعُرِفت بعدائها ليس لصدام كما تدعي، بل لشعبنا؛ وما إدامة الحرب الطويلة وإندفاعها لإحتلال أراض عراقية إلا تفسيرا لذلك.

المهم، إنني بعد قراءة ما كتبتم يوم الأحد في موقع كتابات والعودة لقراءة رسالتكم لي، تحسست نوعا من النوايا الطيبة فيهما، وأتمنى أن لا أكون مخطئا. كما أتمنى أن تكون (بدر) أو قادة ( بدر) وقواعدها بمستوى رسالتك التي حملت معاني راقية من الفهم الديمقراطي للاختلاف الصحي، ولو كنت أجد ظروفا مشابهة للفهم الوارد في رسالتكم لدى التيارات الدينية التي توصف بالمتشددة لما كنت قد اختفيت خلف اسم مستعار، ولما لجأت الى الصراخ ولكنت اخترت الحوار الهادئ وسيلة للنقد، ولنشرت انتقاداتي لديكم ولدى صحف محلية أخرى. وهذا ما كنت احلم به قبل سقوط النظام، لكن الاغتيالات والتقتيل والتشدد والفوضى السياسية هي التي جعلتني أتخفى واكتب بصوت عال لا يخلو من الانفعال والتشنج الذي يشابه الحال الذي نعيشه.

أخي النوري، اقسم لك بأنني غير منحاز لجهة على حساب أخرى، وإذا ترجع لكامل كتاباتي ستجد ذلك واضحاً، لكنني أعيش في مناطق لكم ولسواكم نفوذ كبير فيها، لذلك كنتم الأقرب الى كتاباتي. وأمام مضمون رسالتك ومقالتك وحسّك الوطني أقول لك، أنا سعيد بما جاء فيها وأتمنى أن تكون نقطة ضوء في عتمة الليل الذي يغلف الجهة التي تعمل فيها على الأقل بالنسبة لي وللقراء الذين يؤيدون ما أكتب، وأرجو أن تشاع بيننا القيم العالية التي وردت في رسالتك وان يتعلم منها البدريون والصدريون وسواهم لنعيش بأمان وطمأنينة وقبول للآخر...

شكرا لنصيحتك لي بالإبقاء على اسمي المستعار إحترازاً للوضع الأمني كما ذكرت أنت.

إذا كانت (بدر)، كما ذكرت، منظمة مدنية فإنها بحاجة الى شخصيات مدنية من مستوى رسالتك لتقدم نفسها للآخرين كمنظمة مدنية وليست يد إيرانية للتقتيل والاغتيال كما يُعرف عنها.

تحياتي لك وللعاملين في صحيفة بدر

اللهُمَ أحفظ العراق والعراقيين

شلش العراقي