http://iraq4allnews.dk/viewnews.php?id=92090

بيان توضيح لموقف التيار الصدر في مؤتمر بيروت  )ندوة مستقبل العراق(
العراق للجميع : : 2005-08-05  -

بيان توضيح لموقف التيار الصدر في مؤتمر بيروت ( ندوة مستقبل العراق(
صادر عن مكتب العلاقات الخارجية لمكتب الشهيد الصدر (قدس(

شارك الشيخ حسن الزركاني مسؤول العلاقات الخارجية لمكتب السيد الشهيد الصدر (قدس) ممثل التيار الصدري في ندوة مستقبل العراق المنعقدة في بيروت من الفترة 25-28/7/2005م بدعوة من مركز دراسات وبحوث الوحدة العربية وقد شارك في الندوة العديد من القوى والفعاليات السياسية والاسلامية والقومية واليسارية وانقسمت اعمال الندوة الى شقين :

الشق الاول استمر ليومين ونصف تم فيها مناقشة مسودة دستور لمرحلة ما بعد التحرير وقانون الاحزاب والقضية الكردية واعادة اعمار ....الخ من الدراسات الاكادمية التي تعين اي حكومة وطنية تأتي بعد الاحتلال لتحكم في فترة التحرير وقد ساهم في اعداد ومناقشة هذه الدراسات العديد من الاساتذه والخبراء السياسيين وكان فيها ممثل بصفته الشخصية وقد ادار هذه الجلسات الدكتور خير الدين حسيب وقد اقيمت عدة لجان لمناقشة الدستور واعادة تشكيل الجيش العراقي والسياسة النفطية واعادة الاعماروقانون الاحزاب ومستقبل الاعلام ولجان اخرى.

الشق الثاني: وفي اليوم الثالث والرابع من المؤتمر ابتداءا من جلسة ما بعد الظهر في اليوم الثالث انتقلنا الى الحوار المباشر فيما بين الاطراف السياسية المشتركة الرافظة للاحتلال وصاحبة مشروع المقاومة بكافة اشكالها المشروعة (سلما وحربا) للاعداد لعمل جبهوي يوحد قوى المقاومة والممانعة والرفض للاحتلال وينظم عملها باتجاه الهدف المنشود لتساهم في تعجيل انهاء معاناة الشعب العراقي المظلوم والاستعداد لمرحلة ما بعد التحرير .

والفارق هنا عن الشق الاول من المؤتمر ان التمثيل في الشق الثاني ليس بالصفة الشخصية بل بالصفة التمثيلية للحركات والاحزاب والتيارات والمنظمات, وفي اثناء الحوار طرحت فكرة المصالحة الوطنية لجميع الفراقاء السياسين في العراق فرفضها البعض وايدها البعض الاخر،فقد وصف المعارضون للمصالحة ان الحالة في العراق لا تحتاج الى مصالحة فلا توجد حالة خصام حتى نتصالح، ورأى المؤيدون للمصالحة ان الحاجة للمصالحة ملحة واستدل على وجود اعضاء في المؤتمر متخاصمين منذ عدة عقود ، وطرح الدكتور وميض نضمي مدير هذه الجلسة فكرة ان حمل السلاح من قبل اي جهة وممارسة المقاومة ضد الاحتلال يكون بمثابة طي لمرحلة الماضي بكل اثارها السلبية وان هذا الدور برائيه يجُب ما قبله من الجرائم والاخطاء المرتكبة من قبل البعض.

بعدها شارك احد الاعضاء المتواجدين في المؤتمر بكلمة ومداخلة بخصوص العمل لتشكيل الجبهة الوطنية وذلك بالنيابة عن حزب البعث العراقي فقاطع الشيخ الزرگاني المؤتمر وانسحب من القاعة، ولكن القوى والفصائل والحركات والكثير من الشخصيات المشاركة في المؤتمر طالبوا وبالحاح من سماحة الشيخ حسن الزرگاني ان يرد ويبين موقف التيار الصدري مما طرح لانهم سيرتبون مواقفهم بناءا على موقف التيار الصدري فصار لابد من عودة الشيخ لطرح رأيه بصارحة وشجاعة كافية كي لاتبقى النهايات مفتوحة ولا يبقى مجال لمتقول ان يحلل بالطريقة التي تحلو له واليكم نص المداخلة الارتجالية التي القاها الشيخ في الموتمر :

مداخلة الشيخ حسن الزركاني في جلسة مستلزمات اقامة الجبهة الوطنية في يوم 27/7

أولا: اشكر الأخوة المشاركين المطالبين بإلحاح على أبداء التيار الصدري رأيه مما يطرح ، واشكر رئيس الجلسة والإخوة المستمعين على إتاحة المجال.

ثانيا: حرصت أن أميل في اغلب الحوارات على قلة المشاركة والصمت وأحيانا لان أجواء الندوة تسير باتجاهين محرجين لي : الأول أما أن أكون مقاوما وأرضى بالبعث كشريك في المقاومة جملة وتفصيلا. والثاني:ان ارفض فأكون مصطفا مع الاحتلال. وهذه الإشكالية أحرجتنا فان السياقات التي سار عليها المؤتمر هي التي حجبتني بعض الشيء عن إبداء رأيي.

ثالثا: دار حديث كثير عن قضية من هو الممثل الشرعي للشعب، فقال البعض (المقاومة هي الممثل الوحيد للشعب العراقي)، ونحن من جهتنا ويعلم الجميع ذلك بأننا اصدق مصاديق المقاومة الوطنية ضد الاحتلال حيث قاومنا بعناويننا وبأسمائنا وبوجوهنا المكشوفة وبمشروعنا التحرري. وقال سماحة السيد الصدر علانية (إن عدوي بوش) ومع ذلك نحن لا ندعي إننا الممثل الشرعي والوحيد للشعب، فنحن هنا كمؤتمرين لا نستطيع إن نفرض على الشعب من يمثله، فهذا حق الشعب وعلى الشعب أن يختار من يمثله. فنحن التزمنا موقفنا وخياراتنا ونترك حرية الاختيار للشعب أن يختار ممثليه، فلا بد أن لا نغمط الشعب حقه في هذا المجال.

رابعا: اسمع كلاما كثيرا عمن يقول أن رفع السلاح ضد الاحتلال ( يجُبُ ما قبله ) ويغسل كل الذنوب السابقة، وأنا أقول إن هذا الكلام ليس تاما والحكم ليس حكمي بل حكم رسول الله (ص( حينما شاهد بعض الصحابة يبخبخون لأحد الشهداء من المسلمين ويقولون له هنيئا لك الجنة، فنهاهم رسول الله (ص) وقال لقد قاتل من اجل حسبه ونسبه وفي رواية أخرى كي يقال عنه شجاع وقد قيل فلا اجر له عند الله، وعليه فليس كل من حمل السلاح في العراق هو قاصد طرد الاحتلال عن بلاده فالنوايا مختلفة. فهناك من هو خالص مخلص، وهناك من قاتل من اجل الغنائم المسماة حاليا ب(الحواسم)، وهناك من قاتل تباكيا على سلطة مفقودة، وهناك من يستفيد من هذا الوضع المضطرب لتحقيق مكاسب سياسية وغيرها، وهناك من يحمل فكرة التقسيم وكلهم يحملون السلاح، وأنا لا أستطيع أن أتعامل مع نواياهم فهذه يعلمها الله، ولكن على كل من أساء للعراق والعراقيين أن يقوم بخطوات عملية ويقدم القرابين الكافية للشعب العراقي حتى تكون هناك إمكانية للعودة إلى حضيرة الشرفاء والوطنيين ولا يكفي ان ترفع احدهم السلاح ليغسل ما سبق من الجرائم والذنوب.

خامسا: نحن في التيار الصدري حينما نشخص هذا التشخيص ونوضح اكثر فيما سيأتي لا أظن إن الإخوة الحاضرين يشكون في ان التيار الصدري حالة وطنية خالصة أثبتت وتحاول إن تستمر على وسطيتها وقربها من كل الإطراف. ونضالهم مع إخوانهم التركمان في كركوك، مما يدل على أنهم فوق القضية القومية وحينها صرحت في كركوك بأننا سنكون مع الأكراد إذا ما تعرضوا لضغط من التركمان، اي اننا مع الجميع بغض النظر عن القومية ونحن مع الجميع بغض النظر عن الطائفية والاثنية حينما قاتل إخوانكم من التيار الصدري وسالت دمائهم على ثرى الفلوجة. وهذا الكلام بلا منة بل واجب وطني مقدس استجابة من السيد مقتدى الصدر لنداء وطلب إخوانه من وفد وجهاء وشيوخ وعلماء دين الفلوجة الذين أخذتهم شخصيا لجناب السيد قبل بدء المعارك في النجف. وتعلمون حجم الضرائب التي دفعناها نتيجة لمواقفنا المبدأية التي أشرت إليها. وعليه فنحن حينما نشخص خلالا ما غير نابع من خلفية ضيقة بل خلفية وطنية بحتة تراعي دين الله ووحدة العراقيين. وكما لاحظتم من خلال مداخلات إخوانكم في الندوات حينما يُصنف الحضور يقولون نحن هنا يساريون وقوميون وإسلاميون وتيار صدري وكأنهم من غير ان يشعروا لا يستطيعون تصنيف التيار الصدري على جهة معينة، وان كنا إسلاميين في عقيدتنا ومسيرتنا ولكن نهجنا الوطني والوسطي هو الذي جعل للتيار خصوصية خاصة.

وعليه فان الجبهة المنشودة والتي يسعى كل المشاركين للوصول إليها تبقى الخطوات متلكئة باتجاهها لأني أرى أن المؤتمر يسير بطريق ويدور حول محور البعث ومحاولة أيجاد الطريقة الانسيابية لعودته إلى الوطن والساحة السياسية، وهذا أمر يحتاج إلى وقفة وتريث، فعلى الرغم من البيان الذي ألقاه الدكتور حسن هاشم ممثل حزب البعث والذي أبدى فيه إمكانية النقاش مع كوادر حزبه لإعادة كشف الحساب ومناقشة أخطاء الماضي بطريقة النقد الذاتي كخطوة في طريق المصالحة، ولكننا في التيار الصدري نحن الذين حرصنا على المشاركة على الرغم من تحفظاتنا على وجود حزب البعث، ولكن رغبتنا الوطنية في أن نبقى صمام أمان وضمانة وطنية للشعب العراقي، وكما بينت سلفا. واستشهد بقضية الوساطة بين هيئة علماء المسلمين وفيلق بدر فلو لم يكن التيار الصدري بهذه الحالة الوطنية الوسطية لما استطاع احد ان يطفئ شرارة الحرب الأهلية التي انطلقت، ولو لم يكن للتيار الصدري حسنة الا هذه الوساطة فهي باعتقادي أهم واكبر وأروع من أي نضال أخر قام به التيار بعد احتلال العراق. وكل الإطراف قد رضيت بوساطة السيد لعلمهم بحرصه وعلمهم بوطنيته وعدم وجود الحالة الانتهازية لدى السيد والتيار. اذا من هنا كان حضورنا المؤتمر استجابة لدعوة إخواننا المشاركين واللجنة المشرفة على المؤتمر.

ومن هنا فانا أقول نيابة عن التيار الصدري بأننا نصنف البعثيين إلى عدة أصناف:

 1. 
 صنف مجبور ومرغم ولم يصدر منه ضرر على المجتمع بشكل ملحوظ وهؤلاء مازالوا في بيوتهم ومناطقهم ونفس البيئة التي عاشوا فيها.

 2. 
 صنف أخر وبحسب ما صنفه بعض البعثيين الموجودين في المؤتمر، وهم (حثالة البعثيين) الذين يعملون مع المحتل من أول دخوله للبلد.

3. 
  صنف نهب أموال الدولة وملء أرصدته وهرب.

4. 
  صنف تلطخت أيديهم بدماء العراقيين.

وهؤلاء جميعا يُصنفون بعثيين إضافة إلى من تصفونهم بالمناضلين ضد الاحتلال ويحملون السلاح  .... وهنا نحن لا نستطيع التمييز بين هذه الأطراف ألا من خلال المواقف والقرابين التي يجب أن يدفعها البعثيون الآخرون قربنا للشعب العراقي الذي ما زال يلعق دماء الجروح التي ألحقها به البعث وصدام والصداميون.

ونرى ان قضية كشف الحساب وان كانت خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها جرعة غير كافية في هذه المرحلة، بل لابد من إعلان البراءة عن صدام وأزلامه المطالبة بمحاكمته كي تكون هذه الخطوة دافعا كبيرا لتبرئة البعثيين الآخرين الذين يريدون أن يستمروا بالعمل الوطني مع باقي الفرقاء السياسيين.

وبخلافه لا أظنني أستطيع الاستمرار مع جبهة يكون احد أطرافها من يدين بالولاء لنظام مجرم الحق بالشعب اكبر النكبات ولست بحاجة إلى تفصيل.

ونحن في التيار الصدري لا نرى لنا هما ألان إلا العدو المشترك وهو المحتل الأجنبي الذي نريد خروجه بأسرع وقت لأنه آس البلاء لمجتمعنا المظلوم لعدة عقود، كما إننا نؤكد على ضرورة استمرار الحوار الوطني بكل أشكاله لان الحوار هو السبيل الوحيد الذي يتكفل لنا جميعا ديمومة المقاومة والوصول إلى التحرير وتنظيم عراق ما بعد التحرير.


                                                             
الشيخ حسن الزرگاني
hassanzergani@yahoo.com